اشترك ليصلك كل جديد

slide

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاعجاز العلمى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاعجاز العلمى. إظهار كافة الرسائل

تحنيك المولود سنة نبوية وفوائد طبية


الأولاد نعمة عظيمة، ومنّة جليلة من الله تعالى توجب الشكر عليها، وإظهار الفرح بها، وحسن تعهدها بالرعاية والتربية لتصبح نبتًا طيبًا فى روضة الإسلام.
وقد اهتم الإسلام أيما اهتمام بالطفولة منذ لحظة الولادة، بل وقبلها، أى منذ التفكير فى الزواج، فأوصى بحسن اختيار الزوج والزوجة الصالحين، لضمان سلامة النسل وكيان الأسرة القوى، ليس فقط من الجانب الأخلاقى، إنما ضم إليه أيضًا الجوانب الوراثية الجسدية والنفسية، وتستمر هذه الرعاية فى مرحلة الحمل، وعند الولادة والرضاع، ومراحل التربية والتنشئة كلها.
وقد شرع الإسلام للطفل حقوقًا فى جميع هذه المراحل، ورد بعضها فى كتاب الله، وأسهبت السنة فى تفصيلها، وجعلتها من السنن الثابتة فى بر الآباء بأبنائهم، ومن الأعمال التى شُرعت فى أول يوم فى حياة الطفل: البشارة به والتهنئة بقدومه، والدعاء له، والآذان والإقامة فى أذنيه، ثم تحنيكه.
التمر أو العسل 

فالتحنيك سنة واردة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعنى مضغ التمر، أو الشيء الحلو بفم شخص صحيح غير مريض، ووضعه فى فم المولود، ودلك حنكه به، وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع النظيف، وإدخال الإصبع فى فم المولود، ثم تحريكه يمينًا وشمالاً بلطف حتى يتبلغ الفم كله به، ويمكن إدخال جزء من التمر الطرى فى فم الطفل ليمضغه ويستفيد منه. 
  
وإن لم يتيسر التمر، فليكن التحنيك بمادة حلوة، وعسل النحل أولى من غيره، ثم ما لم تمسه نار (أى غير المطبوخ).

التحنيك فى السنة 

وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة فى التحنيك منها قول أسماء بنت أبى بكر حين حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: [فخرجت وأنا متم (أى أكملت الشهر التاسع من الحمل)، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدت بقباء، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته فى حجره، ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل فى فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، فبرك عليه، وكان أول مولود وُلد فى الإسلام، ففرحوا به فرحًا شديدًا، لأنهم قيل لهم: (إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم)].

الفوائد الصحية للتحنيك 

وقد أكد د. محمد على البار - عضو هيئة الإعجاز العلمى - أن العلم الحديث أثبت الفوائد الصحية للتحنيك على جسد الطفل الوليد ونموه، وقدَّم له تفسيرًا علميًا مقنعًا فقال: إن الأحاديث الواردة فى التحنيك تدل على أن يكون التمر أو الطعام الحلو أول ما يدخل جوف الطفل، وعلى استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل والصلاح من الرجال أو النساء لتحنيك المولود للتبرك بهم.

وقد اكتشف العلم الحديث الحكمة من هذا التحنيك بعد أربعة عشر قرنًا من الزمان، فقد تبين حديثًا أن كل الأطفال، وخاصة حديثى الولادة والرضع معرضون للموت إن حدث لهم أحد أمرين: نقص السكر فى الدم، أو انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض للجو البارد المحيط به.
فمستوى السكر (الجلوكوز) فى الدم بالنسبة للمواليد يكون منخفضًا، وكلما كان وزن المولود أقل كانت نسبة السكر منخفضة، وبالتالى فإن المواليد الخداج (وزنهم أقل من 2.5 كجم) يكون مستوى السكر عندهم منخفضًا جدًا، بحيث يكون فى كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم، أما المواليد أكثر من 2.5 كجم، فإن مستوى السكر يكون لديهم عادة فوق 30 ملليجرام.
ويعتبر هذا المستوى هبوطًا شديدًا فى مستوى سكر الدم، ويؤدى إلى أعراض خطيرة منها: 

- أن يرفض المولود الرضاعة. 
- ارتخاء العضلات. 
- توقف متكرر فى عملية التنفس، وحصول ازرقاق فى الجسم. 
- نوبات من التشنج.

كما قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة أهمها: 

- تأخر النمو. 
- تخلف عقلى. 
- شلل دماغى. 
- إصابة السمع أو البصر أو كليهما. 
- نوبات صرع متكررة. 
  
وإذا لم يتم علاج هذه الحالة فى حينها قد تنتهى بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور، وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذابًا فى الماء، إما بالفم أو بواسطة الوريد، وهذا هو ما يقوم به التحنيك.

فالتحنيك علاج وقائى من أمراض نقص السكر فى الدم، لأنه يحتوى على سكر الجلوكوز بكميات وافرة، وخاصة بعد إذابته بالريق الذى يحتوى على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائى (السكروز) إلى سكر أحادى، أما الريق فإنه ييسر إذابة السكريات، ومن ثم ييسر للمولود الاستفادة منها، ولذلك فقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المواليد محلول الجلوكوز بعد ولادته مباشرة، وقبل أن ترضعه أمه، ومن هنا تتجلى حكمة التحنيك كسنة نبوية.
كما أكدت الدراسات العلمية أن فى التحنيك تقوية لعضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين حتى يتهيأ المولود للقم الثدى، وامتصاص اللبن بشكل قوى، ومساعدة للهضم، وتحريكًا للدم، وتهييجًا غريزيًا لآلية البلع والرضاع، وأيضًا فإن للضغط على سقف حلق الطفل لأعلى أثناء التحنيك أثرًا فى إعطاء الفم الشكل الطبيعى لتهيئة الطفل لإخراج الحروف سليمة من مخارجها الطبيعية عندما يبدأ الطفل فى الكلام.
Ler Mais

الختان ... سنة نبوية ينادي بها الغرب



الختان سنة نبوية أعرض عنها الغرب فماذا كانت النتيجة؟ لنتأمل الأرقام المرعبة والأمراض الخطيرة... 

  
كان الاعتقاد السائد حتى عهد قريب لدى الأطباء أن الختان إجراء طبي غير ضروري يحمل في طياته خطر الألم والإصابة بمضاعفات جانبية، وأن القلفة جزء لا يتجزأ من الجسم الطبيعي غايتها حماية القضيب. ولذلك فلا فائدة تجرى من ذلك. 
  
ولكن الإسلام ومن قبل أكثر من 1400 سنة شرع هذه السنة النبوية التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم من الفطرة السليمة للبشر. وحيث أن النبي الكريم لم يكن لديه أجهزة طبية ومعامل لإثبات هذه الفطرة السليمة، إلا أنه جاء بهذا العلم من الله تعالى. 
  
والسؤال: هل أثبت العلم الحديث يقيناً صدق كلام النبي الأعظم قبل أربعة عشر قرناً أن صدق كلام الأطباء واعتقاداتهم قبل مئة سنة فقط؟ 
  
تعكف حالياً الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لتقدم أبحاث تثبت الفوائد الطبية لختان الذكور. فقد كشفت دراسة حديثة أعدتها جامعة أمريكية أن انخفاض معدلات ختان الذكور بالولايات المتحدة يرفع احتمالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والأمراض المنقولة عبر الجنس، ما يسبب خسائر تتجاوز تكلفتها السنوية 4 مليارات دولار. 
  
ويقول الدكتور آرون توبيان، بروفيسور علم الأمراض بجامعة "جونز هوبكينز"، والذي قاد الدراسة إن "الفوائد الطبية لختان الذكورة واضحة، فرغم الأدلة الطبية الإيجابية، إلا أن معدل ختان الذكور بالولايات المتحدة في انخفاض." 
  
وقد تراجعت معدلات ختان الذكور من 79 في المائة فترة سبعينيات القرن الماضي إلى 55 في المائة عام 2010، وهو ما عزاه البعض لإسقاط شركات التأمين تكلفة العملية، التي تتراوح بين 250 إلى 300 دولار، من تغطيتها الطبية. 
  
ويؤكد الدكتور آرون توبيان إنه إذا تقلصت نسبة الختان بواقع عشرة في المائة، فإن الفاتورة الطبية المباشرة المترتبة عن هذا التراجع قد تتجاوز 4 مليارات دولار. فالتخلي عن الختان يزيد من مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV والأمراض المنقولة عبر الممارسات الجنسية التي قد يؤدي بعضها للسرطان. 
  
وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "أرشيف طب الأطفال والبالغين"، فإن ثلاث تجارب علمية أثبتت أن ختان الذكور يقلل من خطر الإصابة بالهربس، وفيروس نقص المناعة المكتسب، وفيروس الورم الحليمي البشري HPV، المسبب لسرطان عنق الرحم والقضيب. 
  
والسؤال الآن: 
  
كيف علم النبي الكريم الفوائد الطبية للختان حتى يأمرنا به ويجعله من أسس الفطرة السليمة للناس والتي لا تستقيم حياتهم إلا بتطبيقها؟ بل إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكتفِ بالأمر بالختان بل نهى المؤمنين عن الزنا واعتبره من الفواحش التي توعد الله فاعلها بالأمراض والطاعون، وإن مرض الإيدز الذي نراه اليوم هو دليل مادي على صدق كلام النبي الكريم!! 
  
إن النبي لم يكتف بذلك بل أمرنا بالزواج وحضنا عليه واعتبره من الفطرة السليمة للإنسان حيث لا تستقيم الحياة إلا به، وقد أثبتت دراسات غربية حديثة الفوائد الطبية العديدة للزواج، وسؤالنا من جديد: 
  
ألا تمثل هذه التشريعات النبوية الكريمة دليلاً على صدق هذا النبي الخاتم وأنه رسول من عند الله؟
Ler Mais

وليس الذكر كالأنثى... رؤية علمية جديدة



تظهر الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم الاختلاف بين الرجل والمرأة في كل شيء تقريباً، وفي هذه المقالة حقائق جديدة توصل إليها العلماء تأتي لتشهد على صدق هذا القرآن. 

  
قال تعالى في آية عظيمة مؤكداً أن الذكر يختلف عن الأنثى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}.. [آل عمران : 36]. ولو تتبعنا الأبحاث الطبية المقارنة بين الرجل والمرأة نلاحظ أنهم في كل يوم يكشفون اختلافاً جديداً بين الذكر والأنثى، حتى شملت الاختلافات كل جزء من أجزاء الجسد. وفي هذه المقالة نتائج ملفتة للانتباه ظهرت حديثاً في هذا الموضوع. 
  
يقول العلماء في القرن الحادي والعشرين إن الكتب والأبحاث والأصوات التي كنا نسمعها في السبعينيات من القرن العشرين كانت خاطئة، لأنها تدعو وتوهم الناس أن دماغ المرأة مثل دماغ الرجل، والأبحاث الجديدة اليوم والتي تتم بواسطة أجهزة المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي تبين اختلافات جذرية واضحة بين دماغ المرأة ودماغ الرجل. 
  
وربما نتذكر تلك النظرية التي ظهرت منذ سنوات وتؤكد أن الاختلاف بين الطفل والطفلة يكون بسبب أسلوب التربية فقط، فنحن نربي الأنثى على عادات تختلف عن تربية الذكر، ولكن تبين فيما بعد أن هذه النظرية خاطئة، لأن الإنسان يولد وفي دماغه برنامج خاص يختلف من الذكر إلى الأنثى.

إن ظاهرة اختلاف دماغ الرجل والمرأة أثارت اهتمام العلماء فقاموا بدراسة الحالات المختلفة للدماغ عندما يفكر وعندما يغضب وعندما يحزن وغير ذلك من الانفعالات النفسية ووجدوا أن الدماغ لدى الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن دماغ المرأة. ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقالوا لابد أن هناك تشابهاً في عمل خلايا الدماغ بين الرجل والمرأة أثناء الراحة، أي عندما لا يقوم الإنسان بأي تفكير. 

  
ولكن باحثين من جامعة كاليفورنيا وجدوا أن دماغ المرأة يتصرف بشكل مختلف عن دماغ الرجل حتى في حالة الراحة أو السكون!! أي عندما يكون الرجل جالساً لا يعمل أي شيء، ولا يفكر بشيء، وكذلك عندما تكون المرأة جالسة لا تفكر بشيء فإن التصوير بالرنين المغنطيسي أظهر أن النشاط في مناطق الدماغ للرجل يختلف عن دماغ المرأة بشكل واضح. 
  
فقد كشف الدكتور Larry Cahill أن دماغ الرجل يعالج المعلومات بطريقة مختلفة جداً عن دماغ المرأة، حتى في حالة الراحة، واستخدم الباحث إشعاع Positron Emission Tomography  أو اختصاراً PET في تجربة تشمل 36 رجلاً و 36 امرأة، وذلك لدراسة نشاط الدماغ أثناء الراحة دون التفكير بشيء، وأظهرت الصور أن المناطق التي تنشط في دماغ المرأة تختلف عن المناطق التي تنشط في دماغ الرجل! 
  
ويقول الباحثون إن هذه النتائج غريبة وغير متوقعة، فطالما اعتقدوا أنه لا فرق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة، ولكن هذا البحث أكد لهم أن الدماغ يعمل بشكل مختلف جداً عند الرجل والمرأة، ويقولون: 
  
إن تصميم دماغ المرأة جاء مناسباً لتحمل الألم والإجهادات (مثل آلام الولادة) أكثر من الرجل حيث إن دماغ الرجل لا يوجد فيه مثل هذه الميزة!! 
  
ويقول الباحث Cahill العجيب أن تصميم دماغ الرجل ودماغ المرأة جاء كل منهما متناغماً مع العمل الذي سيقوم به. 
  
إن العلماء يعجبون من هذا الأمر لأنهم يردون أي ظاهرة للطبيعة، ولكننا كمؤمنين نعجب أيضاً ولكن هذه الحقائق تزيدنا إيماناً وخشوعاً وتسليماً للخالق تبارك وتعالى. فالله تعالى هو القائل: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}... [الأنعام : 102-103].

وفي دراسة ثانية تبين أن دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الرجل في تخزين المعلومات بالنسبة للذاكرة الطويلة، أي أن الرجل يستعمل مناطق من دماغه تختلف عن المرأة في تخزين المعلومات لفترة طويلة. ومع تقدم العمر تتأثر المعلومات التي اختزنها الرجل في دماغه بطريقة مختلفة عن المرأة، فمثلاً المواد المخدرة الطبيعية التي يفرزها الدماغ ليعالج بها الآلام تؤثر على الذاكرة الطويلة لدى النساء بنسبة أكبر من الرجال، وربما ندرك لماذا كانت شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، يقول تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}... [البقرة : 282]. 

  
وتبين الأبحاث الجديدة أن عاطفة المرأة تؤثر على ذاكرتها بطريقة أكبر من الرجل، ولذلك فإن نسبة الإبداع عند الرجل تكون أكبر من المرأة، وهكذا نجد أن المبدعين عبر التاريخ كان معظمهم من الرجال!

وفي دراسة جديدة تبين أن المرأة تتعرض لانخفاض في ذاكرتها أثناء فترة الحمل وبعده بعام، وأن ذاكرة المرأة تتأثر بالأحداث والظروف أكثر من ذاكرة الرجل، من أجل هذه الأسباب: هل نعلم لماذا شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل أمام القضاء! 

  
ويؤكد العلماء على وجود اختلافات واضحة بين دماغ الذكر ودماغ الأنثى وتظهر جلية في المنطقة السماة hypothalamus والمنطقة قبل البصرية حيث تحوي هذه المنطقة عند الرجال ضعف عدد الخلايا عند النساء. 
  
كذلك هناك اختلاف واضح في استجابة الدماغ والإبداع والسلوك ما بين الرجال والنساء. وتتجلى هذه الاختلافات في الإدراك والذاكرة حيث تختلف ذاكرة المرأة عن ذاكرة الرجل. 
  
إذا قمنا بوزن دماغ رجل ودماغ امرأة سنجد أن دماغ الرجل أثقل بنسبة لا تقل عن 10 بالمئة وقد تصل إلى 20 بالمئة أحياناً، وهذا اختلاف يُضاف للاختلافات الكثيرة بين الرجل والمرأة.

وحتى نسبة موت الخلايا في الدماغ تختلف من الرجل إلى المرأة، وطريقة عمل هذه الخلايا تختلف، فقد وجد الباحثون أن نسبة انكماش الدماغ (تنكس الخلايا) عند الرجل أكبر منه وأكثر وضوحاً من المرأة مع تقدم العمر. وهكذا اختلاف في كل شيء تقريباً..
إذاً هناك ميزات فضَّل الله فيها الرجل على المرأة وذلك لمصلحة الرجل والمرأة ولكي تستقيم الحياة ويعيشان بسعادة، ولذلك يقول تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}... [النساء : 34]. ولكي يقوم الرجل على المرأة يرعاها ويوفر لها الحماية والأمان والمعيشة الكريمة لابد أن يتمتع ببعض الميزات ليتمكن من القيام بذلك، وهكذا يجب أن نفهم التفضيل هنا. 

  
فتفضيل الرجل على المرأة ليس لأن الله يحب الرجل أكثر أو لأن الله "يميز" بينهما كما يقول بعض المشككين، لا، بل ليمكِّن الرجل من القيام بأعباء الحياة، وبالمقابل أعطى للمرأة ميزات لا يتمتع بها الرجل، فمثلاً زوَّدها في دماغها بخلايا مختصة بتحمل الألم والضغوط والإجهادات أكثر من الرجل، فسبحان الله!

هناك بحث جديد أظهر أن الرجل والمرأة عندما يقومان بنفس العمل فإن المناطق التي تنشط في الدماغ تختلف بين المرأة والرجل، والعجيب أن الرجل والمرأة عندما يقومان بأعمال مختلفة فقد تنشط المنطقة ذاتها من الدماغ، وهكذا نجد الاختلاف يتجلى في كل شيء بين الذكر والأنثى. 

  
ومن الفروق بين الرجل والمرأة أن المرأة لديها فرصة مضاعفة للإصابة بالكآبة أكثر من الرجل، وهي تحزن أكثر 8 مرات من الرجل، ويقول العلماء إن المرأة أفضل من الرجل في الذاكرة القصيرة أي أنها تتذكر الأشياء التي حدثت قبل قليل بسرعة أكبر من الرجل، ولكن الذاكرة الطويلة فإن الرجل يتفوق عليها كثيراً. 
  
وأخيراً أهمس في قلب كل أخت مؤمنة:

لا تحزني من هذه الاختلافات ومن تفوق الرجل عليك في كثير من المجالات، فالله تبارك وتعالى اختار لك ما هو أفضل من ذلك بكثير، يكفي أن الله شرَّفك بالأمومة، فهذه الميزة إذا قمتِ بها على الوجه الذي يرضي الله تعالى فإنها ستكون طريقاً سهلاً للوصول إلى الجنة إن شاء الله تعالى.
ويكفي أيضاً أن الله جعلك الوعاء الذي يحتوي الرجال، لأن المرأة هي التي تحمل في بطنها الذكر والأنثى، وكل رجل مهما كان عبقرياً لابد أن يتخرج أولاً من مدرسة أمه!
Ler Mais

لماذا حرم الاسلام تبرج المرأه ؟



هل هنالك من أضرار إذا كشفت المرأة أجزاء من جسدها؟ وماذا يقول الطب الحديث في ذلك؟ وكيف عالج الهدي النبوي الشريف هذه المشكلة؟ لنقرأ هذه المقالة...
لقد حرّم الإسلام أي شيء فيه ضرر للمؤمن؟ ليس هذا فحسب بل حرّم الله تعالى أي سبب يؤدي إلى هذا الضرر. ولذلك فقد حرّم الزنا وحرّم الأشياء التي تؤدي إلى الزنا. فنظر الرجل إلى المرأة من غير محارمه وتكرار النظر المحرّم هذا قد يؤدي إلى التفكير بالزنا. 

  
والكلام مع النساء قد يكون طريقاً إلى الزنا خصوصاً إذا كانت المرأة متبرجة وإذا كان الحديث فيه إثارة للرغبات والأحاسيس والعاطفة. 
  
هنالك أمر آخر يؤدي إلى الزنا ويحرض عليه، ألا وهو تبرج المرأة وعرض مفاتنها مما يثير شهوة الرجل. ولذلك فقد حرّم الرسول الكريم التبرج ونهى عنه حتى إنه اعتبر أن المرأة المتبرجة لا تشم رائحة الجنة! يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم عن علامات يوم القيامة: (ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)... [رواه مسلم]. 
  
يمثل هذا الحديث الشريف معجزة علمية أيضاً. فقد كشفت آخر الأبحاث المتعلقة بسرطان الجلد أن المرأة التي تكشف أجزاءً من جسدها تتعرض للإصابة بالسرطان بنسبة كبيرة. وقد نشرت العديد من الصحف الطبية أبحاثاً حول هذا الأمر. فقد جاء في المجلة الطبية البريطانية أن السرطان الخبيث والذي كان نادر الوجود أصبح اليوم في تزايد مستمر، وتكثر الإصابة بهذا المرض الخبيث عند الفتيات المتبرجات اللواتي يكشفن معظم أجزاء جسدهن. 
  
كما بينت البحوث الطبية المتعلقة بهذا المرض أنه يبدأ كبقعة سوداء صغيرة على الجلد ثم يتطور ويكبر وينتشر في كل اتجاه ويهاجم العقد اللمفاوية في أعلى الفخذ ثم يقفز ويستقر في الكبد أو يستقر في مختلف أعضاء وأجهزة الجسم. 
  
هذا المرض ينتقل إلى الجنين في بطن أمه، ومن أخطار هذا المرض أنه لا يستجيب للعلاج بالأشعة مثل بقية أنواع السرطانات، ولا يمكن علاجه بالجراحة. ولذلك فقد جاء النهي النبوي عن التبرج وإظهار الجسد قبل ألف وأربع مئة سنة، أليس هذا إعجازاً نبوياً واضحاً؟



تابعنا على الفيس بوك

الجروب

https://www.facebook.com/groups/149453815241048/

الصفحه

https://www.facebook.com/pages/7amadaonlineblogspotcom-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA/473513872742144
Ler Mais

الدهون البنية: جهاز للتدفئة




عندما يتعرض أحدنا إلى البرودة فإنه يرتجف وترتعش أطرافه ويقوم بفرك يديه ببعضها وهذه الحركات استجابة طبيعية لانخفاض درجة حرارة الجسم المفاجئة.
وتؤدي عمليات الارتجاف Shivering في العضلات إلى تدفئة الجسم وحفظ درجة الحرارة في مستواها الطبيعي، ويطلق على هذه العملية Shivering-induced thermogenesis.
أما في عالم الحيوانات الثديية والتي تتعرض لدرجات حرارة منخفضة جدًّا في بيئاتها التي تعيش فيها فإن غالب هذه الحيوانات تلجأ إلى السكون وتقوم بتدفئة أنفسها والمحافظة على درجة حرارة أجسامها ثابتة بطريقة لا تحتاج فيها إلى الرجفة والارتعاش أو الحركة Non shivering-induced .thermogenesis. 

  
أهمية الدهون: 
توجد الدهون أو الشحوم في أجسام الحيوانات الثديية إما على شكل دهني أبيض White Fat أو نسيج دهني بني Brown Fat. ويعتبر النسيج الدهني بصفة عامة مصدرًا غنيًّا لإنتاج الطاقة حيث يعتبر النسيج الدهني الأبيض مستودعًا للطاقة يقوم بتزويد الجسم بحاجته من الوقود اللازم في حالات نقص الوقود الأساسي (الجلوكوز) كما يحدث أثناء الصوم أو التعرض للمجاعة.

ولكن ماذا عن النسيج الدهني البني؟ 

من المعروف أن احتراق الوقود بأنواعه المختلفة (كربوهيدرات، دهون، بروتينات) في جميع أنسجة أعضاء الجسم ينتج عنه بصفة أساسية طاقة Energy إضافة إلى انبعاث حرارة Heat كمحصلة ثانوية لعملية الاحتراق. إلا أن النسيج الدهني البني يعتبر العضو الوحيد في أجسام الحيوانات الذي يقوم بإنتاج كميات عالية من الحرارة كناتج أساسي لعملية الاحتراق مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسم الكائن الحي، لذا فهو يشبه في عمله جهاز التدفئة الداخلية للجسم. 
  
مميزات الدهون البنية: 
على الرغم من أن اكتشاف الدهون البنية تم منذ أكثر من 400 سنة إلّا أنها استحوذت على اهتمام علماء الأحياء في النصف الثاني من القرن العشرين قبل حوالي 35 عامًا نظرًا لعلاقتها بعمليات التنظيم الحراري Thermoregulation في أجسام الحيوانات وبمشكلات تكيف الجسم وتأقلمه في الأجواء الباردة وبخاصة في دراسة وتفسير فسيولوجية البيات أو السبات الشتوي.

وتشير الدراسات إلى أن أنسجة الدهون البنية توجد بصفة غير قابلة للشك في معظم الحيوانات الثديية خاصة لدى الثدييات الصغيرة والحديثة الولادة بما فيها الإنسان المولود حديثًا، ولكن بنسب متفاوتة حيث تبدأ في النمو والزيادة إما مباشرة بعد الولادة أو خلال عدة أسابيع أو شهور. ويعتقد أن وظيفة الدهون البنية في هذه المرحلة هي تزويد جسم الحيوان الوليد بالحرارة التي افتقدها بانتقاله من المرحلة الجنينية إلى البيئة الخارجية التي غالبا ما تكون أكثر برودة. 

  
تتميز الدهون البنية بوفرة الأوعية الدموية التي تغذيها وهو السبب الرئيسي في لونها البني والذي قد يميل إلى الحمرة أحيانا مما أدى ذلك إلى اعتقاد البعض في السابق أنها إحدى الغدد الصماء Endocrine Gland.

وبينت الدراسات المورفولوجية أن الدهون البنية مزودة بالكثير من الألياف العصبية التابعة للجهاز العصبي السمبثاوي ذي العلاقة الوثيقة بزيادة النشاط الفسيولوجي أثناء التعرض للحالات غير الطبيعية، كذلك فإنها مرتبطة بأحد أجزاء منطقة الهايبوثالامس في المخ والمسؤولة عن عمليات تنظيم تناول الطعام. وقد وجد أن التعرض للبرودة الشديدة أو الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى زيادة نشاط الدهون البنية. 

  
أما على مستوى الخلية فإن الدهون البنية تتميز بكثرة الميتوكوندريا والتي تعتبر محطات توليد الطاقة في جميع الخلايا المختلفة في الجسم وذلك على هيئة ثلاثي أدينوزين الفوسفات (ATP). ولكن الميتوكوندريا في الدهون البنية تختلف في أسلوب عملها عن مثيلاتها في الخلايا الأخرى. فعلى سبيل المثال تقوم الميتوكوندريا في الخلايا باستخدام الوقود والذي يكون على هيئة جلوكوز أو أحماض دهنية لإنتاج الـ ATP كمنتج رئيسي لعمليات الأكسدة وذلك بغرض استخدامه في عمليات البناء والهدم البيولوجية بداخل الخلية، وينتج عن هذا التفاعل انبعاث حرارة بكميات بسيطة جدًّا.

أما في الدهون البنية فإن الميتوكوندريا تقوم باستخدام الوقود والذي يكون على هيئة أحماض دهنية لتوليد الحرارة كمنتج رئيسي لعمليات الأكسدة مما يترتب عليه استخدام كميات كبيرة من الأوكسجين. ويؤدي ذلك إلى انبعاث كميات كبيرة من الحرارة تنطلق من الدهون البنية إلى جميع أعضاء الجسم من خلال الدورة الدموية. وهذا هو التفسير الأقرب للعمليات الفسيولوجية في الحيوانات أثناء فترة قيامها من سباتها الشتوي أو أثناء تعرضها للبرودة الشديدة فتقوم برفع درجة حرارة أجسامها دون الحاجة إلى الرجفة والارتعاش Non shivering - induced thermogenesis.



تابعنا على الفيس بوك

الجروب

https://www.facebook.com/groups/149453815241048/

الصفحه

https://www.facebook.com/pages/7amadaonlineblogspotcom-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA/473513872742144
Ler Mais

النوم آيه من آيات الله



ذكر الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن الكريم ظاهرة النوم في معرض الامتنان علينا، والبيان لنا بأن هذه الظاهرة آية من آياته؛ وهذا البيان يدلنا على أمور كثيرة منها: إثبات أن النوم ضروري للإنسان، ومنها حصول الضرر لمن يخالف الفطرة التي جبل الله الخلق عليها من التمتع بالنوم، ومنها أن عدم النوم بالمقدار الذي يحتاجه الإنسان منه قد يفضي إلى الهلاك. إلى غير ذلك من المعروف حول هذه الظاهرة مما كان الإنسان في عصر تنزل القرآن الكريم على جهل تام بها؛ وما ذلك إلا لكونها مصنفة وإلى زمن قريب مع الأسرار الكونية، التي لا يحيط بها علما إلا الله جل وعلا.
ولكن الذي حصل هو أنه بعد تطور مسيرة البحوث العلمية، وتمكن الإنسان من اكتشاف الحقائق المتعلقة بالكثير من القضايا الكونية ومنها النوم فإنه قد استطاع إدراك مناط الحقيقة الكامنة وراء وصف الله جل وعلا لهذا النوم بأنه آية من آياته جل وعلا. 

  
أولا: يقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}... [الفرقان : 47]. ويقول كذلك وهو أصدق القائلين: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا}... [النبأ : 9]. ويقول جل وعلا: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}... (الزمر : 42). وقال جل جلاله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}... (القصص : 72). 
  
وبعد رؤيتنا لهذه الآيات الكريمة نستجلي ما ورد حول معنى النوم، وكما يلي: 
  
ما ورد حول معنى النوم: 
وأول ما نذكره هنا قول الشريف الجرجاني في تعريفاته ص248 ومفاده أن: (النوم: حالة طبيعية تتعطل معها القوى) ويؤكد هذا المعنى ما ذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة ج5 ص372 373 عن النوم حيث قال: (النون والواو والميم أصل صحيح يدل على جمود وسكون حركة. منه النوم. نام ينام نوم او مناما. وهو نؤوم ونؤمة كثير النوم. ورجل نومة: خامل لا يؤبه له. ومنه استنام لي فلان إذا اطمئن إليه وسكن). 
  
وأما الزبيدي في تاج العروس ج9 ص58 فقد قال: (النوم غشي ثقيل يهجم على القلب فيقطعه عن معرفة الأشياء) وجاء حول معنى النوم في ج2 ص965 من المعجم الوسيط ما يلي: (فترة راحة للبدن والعقل تغيب خلالها الإرادة والوعي جزئيا أو كليا، وتتوقف فيها جزئيا الوظائف البدنية). 
  
وأما عند المفسرين فنجد ابن عاشور في التحرير والتنوير ج3. ص19 عند قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا}... (النبأ : 9)، يقول: (وفي هذا امتنان على الناس بخلق نظام النوم فيهم، لتحصل لهم راحة من أتعاب العمل الذي يكدحون له في نهارهم، فالله تعالى جعل النوم حاصلا للإنسان بدون اختياره. فالنوم يلجئ الإنسان إلى قطع العمل لتحصل راحة لمجموعه العصبي الذي ركنه في الدماغ. فبتلك الراحة يستجد العصب قواه التي أوهنها عمل الحواس وحركات الأعضاء وأعمالها. بحيث لو تعلقت رغبة أحد بالسهر لابد له من أن يغلبه النوم وذلك لطف بالإنسان بحيث يحصل له ما به منفعة مدركه قسرا عليه لئلا يتهاون به. ولذلك قيل إن أقل الناس نوما أقصرهم عمرا وكذلك الحيوان). 
  
ويقول الشيخ عبدالرحمن الميداني في كتابه تدبر سورة الفرقان عند الآية 47: (النوم حاجة متكررة معروفة من حاجات الأحياء وهو في حقيقته وفاة صغرى للنفوس، ففيه يتوقف الحس الظاهر عن العمل فيكون النائم كالميت الذي لا يستجيب لشيء مما حوله). 
  
وقد أبان الله عز وجل أن النوم جزء من وفاة الأنفس وأنه وفاة دون وفاة للأنفس فقال عز وجل في سورة الزمر الآية 42: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، ومن عجيب ظاهرة النوم أنه عرض يتم في الإنسان من غير سلطان إرادته فهو لا يملك السيطرة على النوم وقد يتمناه محتاجا إليه فلا يستطيعه وقد يشتهي السهر فيغلبه سلطان النوم، وقد اتضح للباحثين من علماء الطبيعة أن النوم أهم للحياة من الطعام والشراب. 
  
ومن آيات الله التي اكتشفها العلماء الطبيعيون في ظاهرة النوم أن ملايين الخلايا في المخ تنفصل عن مقابلاتها حالة النوم وتتصل فتتماس ببعضها البعض حالة اليقظة، فالحادثة شبيهة بفصل مجمع كهربائي ذي أسلاك اتصال تعد بالملايين وكل منها يؤدي وظيفة خاصة يتصل بناحية من أنحاء المدينة العظيمة، وإذا كان كل ذي حياة مما نعرف من الأحياء بحاجة إلى النوم فمن الذي يدبر أمر الأحياء وهي نائمة فاقدة شعورها الظاهر. 
  
إن منطق حقائق هذا الكون يهدينا إلى ضرورة وجود موجود عظيم حي لا تأخذه سنة ولا نوم. سباتا: السبات أصله الراحة والسكون. قال الزجاج: السبات: أن ينقطع الحي عن الحركة والراحة في بدنه. فقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} أي وجعلنا نومكم راحة لكم. تقول لغة: سبت يسبت إذا نام لينال ما يحتاجه من الراحة. 
  
وقد أثبت علماء الأحياء أن استرخاء الجسم في حالة النوم يساعد على تنظيم الدورة الدموية ومدها بالنشاط الجديد، ليساعد ذلك على طرد ما علق في أنحاء الجسم من مواد ضارة كالأرق أو اليقظة الطويلة السبب في علوقها وترسبها.... وانظر ص218 ـ222 من هذا الكتاب.

ويزيد الشيخ متولي الشعراوي يرحمه الله هذا المعنى وضوحا حيث يقول: (مقومات الحياة هذه الحياة لونان: لون يقظة وهذه للحركة والعمل، ولون فيه نوم كأن أول مقوم للحياة لا تعتقد أنه الطعام والشراب فقط، مسألة النوم هذه. النوم الذي عجز الفلاسفة والعلماء الكيميائيون في بحث ما سببه؟ ما نظامه؟ كيف يأتي الإنسان؟ وعملوا تجارب متعددة لكي يروا هذه الظاهرة. 

  
آخر ما انتهى إليه أن النوم ردع ذاتي في الآلة الإنسانية. ما معنى ردع ذاتي في الآلة الإنسانية إن الآلة تعمل قد تتعب تعبا يحمل الإنسان عقله يقول له تحمل قليلا، ويجهد نفسه فيه وقت الآلة تكون انتهت طاقتها في العمل فهي لا تنتظر منك أن تعمل هي نفسها تقول لك قف لا عمل انتهت لم تعد صالحة للعمل. يبقى هذا رادع ذاتي ونلتفت تجدك غلبك النوم ونمت. ما بالك غلبك النوم... ونمت هذه ما معناها؟ معناها أنك لم تعد تصلح لمواجهة الحياة بطاقة، فانتظر إلى أن تعود إلى نشاطك ثانيا. ولذلك يبقى الإنسان متعبا وو.. إلخ والنعاس يغلبه، فينام ساعتين أو ثلاثة ثم يقوم في منتهى النشاط ما الذي حدث؟ ولذلك انظر القرآن عندما يعرضها في عملية حية ويقول: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ}... {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} كأن النوم هذا عملية حياتية ضرورية. ولذلك قال بعدما خلقناكم أزواجا قال: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} إذا فمسألة النوم نعمة من نعم الله الكبرى على الإنسان.

ولذلك كان من ضمن آيات الامتنان من الله على خلقه {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ} وبعد ذلك يقول: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ثم يقول: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ} إذن جعلنا (النوم سباتا) هذه عملية من النعم الكبيرة ومادام النوم هذا يفقد الإنسان صلته بحركة الحياة فسماه السبات، لأن السبت هو القطع. قطعك عن حركة الحياة بالنوم، قطعك رحمة بك وبآلتك ولذلك سموه موتا {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} لأنه قطع عن الحركة لا إلى عودة ولكنه يفقد الحركة والوعي.
ويذكر الشيخ عبدالرحمن الميداني هذه التجربة التي تؤكد ضرورة النوم بقوله: (وفي هذا نذكر ما قرره علماء الروس من أن التجارب التي أجريت على صغار الكلاب أثبتت أنها لم تستطع الحياة لأكثر من خمسة أيام بغير نوم، بينما عاشت مثيلاتها التي تنام عشرين يوما بغير أكل). وصدق الله العظيم القائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}... [الروم : 23]. 

  
الحقائق العلمية 
وبعد إحاطتنا بما قاله المفسرون في بيان الآيات الكريمة الواردة بخصوص النوم نطالع أقوال الأطباء وعلماء النفس حول هذه الظاهرة، تعريفا لها، وتوضيحا لآثارها؛ كي نصل من خلال مقارنة ذلك كله إلى استجلاء موطن العظة والعبرة الذي يكمن في سبق القرآن الكريم إلى الإشارة لتلك الحقائق مع أنه نزل في زمن لا توجد فيه مختبرات ولا ميادين بحث، ومن ثم فقد نزل على نبي أمي يعيش بين قوم لا يكتبون ولا يقرأون؛ بل إننا لدى إدراكنا لوجه التطابق بين ما نراه من حقائق عرفت عن النوم في زماننا هذا وبين دلالات النصوص الواردة بصدد النوم فإننا نكون عند ذلك أمام شاهد آخر من شواهد الإعجاز العلمي؛ وبداية لابد لنا من الإشارة إلى تفاوت كلام العلماء المتخصصين بصدد حقيقة النوم. وسوف نذكر مختصرا لنظرياتهم مبتدئين بما ذكره الدكتور أنور حمدي في كتابه النوم ص63ـ79 عن تلك النظريات، وكما يلي: 
  
النظرية الأولى: ويمثلها جيمس دريفر؛ والتي عبر عنها بقوله: إن النوم حالة فيسيولوجية ليست مفهومة. 
  
النظرية الثانية: ومفادها أن النوم حالة جسمية فيزيولوجية يحتاج إليها الكائن الطبيعي بصورة متكررة كل ليلة، وتدوم لفترة عدة ساعات يكون خلالها الجهاز العصبي في حالة من الراحة. 
  
النظرية الثالثة: ويرى أصحابها أن النوم هو إمساك القوى النفسانية عن أفعالها، ومنها الإحساسات وقوة التحريك. 
  
النظرية الرابعة: ومفادها أن النوم هو رجوع الحواس عن الحركة وسكون النفس وانقباضها مع الحرارة الغريزية من الدماغ إلى داخل الجوف، وبخارات معتدلة تصعد من الجوف إلى الدماغ. 
  
النظرية الخامسة: بحسب هذه النظرية يحصل النوم نتيجة نقص الدم الوارد إلى الدماغ؛ مما ينتج عنه قلة إرواء الدماغ. 
  
النظرية السادسة: ويطلق عليها نظرية النوم الكيماوية؛ ومفادها أن النوم يحصل من أجل أن يتخلص الجسم من النواتج الضارة وذلك عن طريق انحلالها وتأكسدها؛ ومنها المواد المسماة بروتوجين التي تتجمع في حالة اليقظة ومن ثم فهي تجلب النوم وكذلك المواد المسماة لوكامين). 
  
وبعد هذا الاستعراض لمجمل النظريات حول النوم؛ وبيان السبب الكامن وراءه نلاحظ فيها التشابه ولذلك نقول: 
  
على الرغم من اختلاف وجهات نظر أولئك الذين حاولوا بيان مناط النوم وحقيقته، فإننا نرى بأن هناك نقاط وفاق يلتقي عليها الفرقاء في هذا المضمار والتي يذكرها الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن حيث نختصر كلامه الوارد في الصفحات من 17 إلى 40 بما يلي: 
  
1- إن النوم حالة طبيعية متكررة يتوقف فيها الكائن الحي عن اليقظة. وتصبح حواسه معزولة نسبيا عما يحيط بها من أحداث. وكل الحيوانات الثديية على اختلاف أنواعها تنام، ويحدث عندها في تخطيط دماغها تغييرات مماثلة لما يحدث عند الإنسان. 
  
2- يحصل لمختلف أجهزة الجسم لدى النوم راحة واستجمام، ومعاودة النشاط للعمل؛ ولذلك فكلما كانت مدة النوم كافية ازدادت إمكانية الجسم للنشاط والعطاء بعده. 
  
3- تتناسب حاجة الإنسان للنوم طردا مع مقدار ما يصيبه من تعب. 
  
4- حرمان الإنسان من النوم مضر جدا؛ وفي حال ديمومة الحرمان فإن الإنسان يصيبه الهلاك. 
  
5- النوم من أقوى الأسباب المعينة على تخليص الدماغ من الارتباك والإرهاق والإجهاد؛ بل ومدعاة لعافيته من بعض الظواهر المرضية التي تعتريه من التوتر والكسل والارتباك والتشتت الذهنى. 
  
6- النوم له عدة أنواع منها الحالم (المتناقض) والتقليدي (الهادئ). 
  
7- يتغير معدل إفراز الهرمونات من الغدد الصماء أثناء النوم. 
  
وبهذه الجولة التي قصدنا منها التعرف على نظريات النوم ومعرفة مجالات الوفاق بين الفرقاء في هذا المضمار يستبين لنا كون النوم من الحاجات الضرورية للإنسان؛ بحيث لا يمكن حرمانه من النوم وإلا بأن حيل بينه وبين النوم فإنه يشرف على الهلاك. 
  
ولنتابع جولتنا هذه في عالم المعارف الطبية حول هذه الناحية والتي نلاحظ فيها من خلال التعريف العلمي للنوم حسبما ورد في المراجع المعاصرة والمتخصصة؛ حيث نجد حول النوم وأهميته عدة وجهات نظر وكما يلي: 
  
1- في كتاب الدكتور حمدي ص64 تعريف للنوم بما يأتي: (هو حالة جسمية فيزيولوجية يحتاج إليه الكائن طبيعيا بصورة متكررة كل ليلة وتدوم لفترة عدة ساعات، يكون خلالها الجهاز العصبي في حالة من الراحة، ويكون الوعي متوقفا تقريبا، حيث يكون هناك عدم نشاط في الإدراك والشعور، ومن ثم يتوقف التفاعل الحسي والحركي مع البيئة الخارجية ويرافق ذلك عضلات مسترخية وعينان مغلقتان وهدوء في النفس، وبطء في الدورة والنبض). 
  
2- وفي معجم أكاديميا للمصطلحات العلمية والتقنية عند كلمة نوم نراه يورد ما يلي: حالة من اللاوعي وانعدام النشاط النسبيين تظهر الحاجة للنوم دوريا عند جميع الحيوانات فإذا حرم الإنسان من النوم يتعرض في البدء إلى حالة من الهلوسة والقلق الحاد وبالتالي التأثير عليه وفي النهاية يتعرض للغيبوبة وينتج عنه في بعض الأحيان الموت. 
  
يستريح الجسم أثناء النوم وينقص نشاطه وينخفض أيضا نشاط الدماغ (كما تم قياسه بواسطة مخطط الدماغ الكهربائي) وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وعملية التنفس غير أن بعض النشاطات تزيد مثل النشاط المعدي والنشاط الغذائي. 
  
يحدث النوم عادة في دورات يومية يتراوح عددها بين 5 و6 دورات من النوم العادي (الذي يتميز بعرقه) تتعاقب مع دورات النوم الوهمي أو مرحلة الأحلام وهو نوم يتميز بعدم الاسترخاء وحركة العيون السريعة. يحدث هذا النوع من النوم عندما نحلم ويشغل نحو 50% من فترة النوم الإجمالية.

وقد حاولت نظريات عديدة تفسير عملية النوم إلا أنها جميعا كانت غير مقنعة. تتفاوت مراكز السهر والنوم المنفصلة والموجودة في تحت المهاد مع أجزاء أخرى من الدماغ للتحكم بالنوم.
إن النوم بشكل عام وخاصة مرحلة الأحلام هو ضرورة ملحة للصحة والحياة وقد ثبت أن تجارب العلم غير فعالة إلا أن استرخاء الدماغ والتركيز هي من القواعد الأساسية للتعلم... وانظر ص515 من معجم أكاديما وهو من إصدار دائرة المعاجم بدار النشر (أكاديميا إنترناسيونال) بيروت / لبنان. 

  
3- وحول أهمية النوم يلفت الدكتور الكسيس كاريل النظر إلى ضرورة تنظيم النوم، فيقول في الصفحة 262 من كتابه الإنسان ذلك المجهول ما يلي: (ينام الإنسان العصري إما أكثر وإما أقل مما يجب وهو لا ينسق نفسه بسهولة بالنسبة للنوم الكثير ولكنه يدفع ثمنا غاليا إذا نام وقتا قصيرا في فترة طويلة). 
  
4- ولنتأمل كلام د. شبيب الحاضري ص9 من بحث له عن النوم حول فوائد النوم حيث يعدد منها ما يلي: 
  
أ- سكون الجوارح وراحتها مما يعرض لها من تعب. حيث تستريح الحواس من نصب اليقظة، ويزول الإعياء. 
  
ب- يعين الجسم على الهضم. 
  
ج- يخلص الجسم من السموم المتراكمة، كما يعيد الحيوية والنشاط إلى جميع أجزاء الجسم. 
  
د- يساعد في بناء أنسجة الجسم التالفة. 
  
هـ- يعتبر علاجا للقلق والتوتر والاضطرابات العصبية. 
  
و- يعين على راحة أجهزة وأعضاء الجسم مثل القلب. 
  
ز- يزداد أثناء النوم إفراز بعض الهرمونات مثل هرمون النمو (GH1). 
  
5- وتحت عنوان النوم مفيد وضروري لتحسين الذاكرة نشر مقال على صفحة الإنترنت ورد فيه: (يشار إلى أن العلماء كانوا قد كشفوا في وقت سابق عن أن النوم الجيد وخصوصا في الليل يساعد على جوانب معينة من الذاكرة وتحديدا تنشيط استذكار ما حدث في الماضي واستذكار التصورات). 
  
6- كما ورد في مقال آخر على الإنترنت ما يلي: (في جامعة شيكاغو أثبت أن الأرق المزمن يقلل قدرة البالغين على تأدية الوظائف الحيوية الأساسية مثل تخزين النشويات، وعمليات الدماغ بل يؤثر على نظام إفراز الهرمونات. فقد تركوا المتطوعين ليناموا ثماني ساعات عدة أيام ثم 4 ساعات عدة أيام أخر، أدى ذلك إلى قلة تحمل الجلوكوز في الدم واضطرابات في وظائف الغدد الصماء التي تؤدي إلى أعراض مشابهة لأمراض الشيخوخة، أو المراحل لمرض السكر، فلقد قلت قدرة هؤلاء على إفراز الأنسولين بنسبة 30% وأخذوا 40% وقتا أطول لتنظيم معدل السكر في الدم بعد وجبة دسمة من النشويات، كما لوحظ عليهم حالات توتر وتعكر مزاجي. وهذه علامة أخرى من علامات الشيخوخة وهذا يوضح ما يقوله العلماء من أن الأرق له علاقة بأعراض تقدم السن مثل السكر واضطرابات ضغط الدم التي تؤدي إلى الأزمات القلبية من الهرمونات الأساسية التي تتأثر بالنوم غير الصحي هرمون الكورتيزول CortizOL ويعرف بهرمون الضغط العصبي حيث من المفترض في الصورة الطبيعية أن يقل معدل هذا الهرمون حين الاستعداد للنوم، ويزداد عند الاستيقاظ ليساعد على النشاط والحركة ولكن في النوم غير الصحي يرتفع الكورتيزول في الليلة التالية، وتفرز الغدة الكظرية هذا الهرمون بسهولة عند التعرض لأي ضغط أثناء النهار وزيادة هرمون الكورتيزول لوقت طويل يمكن أن يؤدي إلى تحطم الخلايا الدماغية وضمور في مناطق الدماغ الخاصة بالتعلم والذاكرة، كما ثبتت ذلك بعد الأبحاث التي أجريت على الحيوانات كما يؤثر الأرق على هرمونات بناء العضلات وهرمون النمو ويقلل الأجهزة المناعية للجسم). 
  
7- ويؤكد لنا الدكتور عبدالله العبادي ضرورة النوم فيقول: (وهو شيء ضروري للإنسان وغريزي كالأكل والشرب لا يستغنى عنه ولولاه لما استطاع أن يواصل متابعة نشاطاته اليومية، وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل زمانه الليل دون النهار وذلك حين يسكن البشر عن الحركة والضجة والضوضاء ولنوم الليل فائدته أعظم من النهار لما يصاحبه من سكون وراحة بال الإنسان {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} وهكذا اقتضت حكمته سبحانه أن جعل نوم البشر سباتا في الليل). 
  
وجه الإعجاز هنا: 
إننا بهذا الاستعراض لمجمل فوائد النوم وبيان ضرورته وشدة حاجة الجسم إليه، مع ما استبان لنا من توصل العلماء المتخصصين بهذا الجانب إلى معرفة حقيقة مستقرة في هذا الميدان ومفادها: أن النوم ضروري للإنسان وأن حرمانه من النوم مدعاة لهلاكه.

وإن هذه الحقيقة لدى التأمل تتطابق تماما مع ما ورد ضمن دلالات النصوص القرآنية الواردة بصدد النوم. وهذا التطابق التام بين ما دلت عليه النصوص الواردة في هذا الشأن مع ما توصل إليه أولئك العلماء من حقائق ثابتة ومستقرة. يدل بكل جلاء أن القرآن الكريم الذي وردت فيه تلك النصوص هو كلام الله عز وجل وأن الذي بلغنا هذا القرآن الكريم هو رسول من عند الله حقا والحمد لله رب العالمين.



تابعنا على الفيس بوك

الجروب

https://www.facebook.com/groups/149453815241048/

الصفحه

https://www.facebook.com/pages/7amadaonlineblogspotcom-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA/473513872742144
Ler Mais

الغريزة العمياء... وعجائب الكائنات



قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ}... (الحج : 18).
إنه ذلك المشهد المهيب الذي تقف فيه العوالم كلها علويها وسفليها ساجدة لله تعالى، خاضعة له، مسبحة بحمده، منقادة إليه سبحانه ويقف الإنسان، هذا المخلوق الضعيف شاذٌّا في ناموس الكون العظيم كيف لا يسجد العبد لربه وقد سبح لله الحجر والمدر والرمال، والدواب، والشجر، والليل والنهار، والظلمات والأنوار، والجنة والنار، والزمان والمكان، والعنصر والأركان، والأرواح والأجسام؟؟ {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}. 

  
ولله في كل مخلوقاته دليل على وحدانيته وكمالاته سبحانه ومن ذلك التأمل في سلوك الحيوانات وغرائزها العجيبة التي تبعث على الدهشة والانبهار، وتوقظ العقل من غفلته ليتأمل قدرة الله تعالى ـ في هذا العالم البديع ومما يبعث على الدهشة أن يجد الباحث انحرافًا خطيرًا في التفسيرات المادية لهذه الغرائز الباهرة التي أودعها الله تعالى في هذه المخلوقات المسبحة له، الساجدة بين يديه، إلا أن يكون تفسيرًا ملحدًا يغطي حقائق الوجود، ويأبى الخضوع لباعث الفطرة، وشاهد الكون العظيم.

وفي هذا المقال نتجوّل في سياحة إيمانية داخل هذا العالم البديع لنستخرج دلائل الوحدانية المشرقة في سلوك هذه الكائنات وغرائزها العجيبة.
في مساء السادس من مايو لعام 1976م وفي مدينة (فريولي) الإيطالية ارتفعت أصوات الحيوانات فجأة ودونما سبب ظاهر؛ الكلاب تنبح وتجري هنا وهناك، القطط مذعورة، الفئران تملأ الأزقة، الجياد والأبقار هائجة وعصبية، ويحاول أكثرها أن يسحب أربطته الطيور تسعى ضاربة بأجنحتها ومطلقة صرخات تبدي منها الفزع، وكأن شيئًا ما يستثير هذه الحيوانات ويدفعها لهذا التصرف العجيب لم يصدق سكان المنطقة ما رأوه بأعينهم، وصار ذلك محور حديثهم تلك الليلة وتمضي الساعات بطيئة، وما إن حلّت الساعة التاسعة من تلك الليلة حتى شعر السكان بالأرض تميد من تحت أقدامهم، وما هي إلا ثوان معدودات حتى ضرب زلزال عظيم المنطقة مخلّفًا وراءه ما يزيد على ألف قتيل من السكان!. 

  
وحادثة أخرى مماثلة في (سان فرناندو) حيث اطّلع المحللون على تقرير سبق الكارثة هناك وفيه: (جيوش من الجرذان تملأ شوراع بلدة (سان فرناندو) ـ بالقرب من لوس أنجلوس الأمريكية ـ مع أن الناس كانوا يفترضون أنّ بلدتهم تخلو تمامًا من الجرذان وفي اليوم التالي تصيب هزة عنيفة وادي (سان فرناندو) وتؤدي إلى كارثة بيئية. 
  
لقد أثارت هذه الحوادث وأمثالها اهتمام ودراسة عدد من العلماء، خاصة وأنها تتكرر بين فترة وأخرى، لقد أصبح الأمر جليٌّا واضحًا في حتمية وجود غرائز خفية للحيوانات تزوّدها بنوع استشعار لا يدركه البشر بحواسهم المحدودة وأجهزتهم المعقدة الحديثة. 
  
من أولئك العلماء الذي اهتموا بهذه الظاهرة (هلموت تريبوش) الأستاذ بجامعة برلين الذي قام باستثارة الاهتمام بهذا الموضوع قديمًا ـ في عام 1976م ـ وأخذ يجمع ما تناثر هنا وهناك من أحداث مماثلة وقعت عبر التاريخ، وما سبق بعض الكوارث الزلزالية ـ أمثال زلزال (هيليس) اليونانية، وزلزال (لشبونة) المدمّر ـ من ردود فعل (غريزية) للحيوانات تشبه إلى حد كبير ما حدث قبيل كوارث معاصرة ومماثلة كزلزال مصر الأخير ـ 1992م ـ عندما اضطربت الحيوانات في حديقة الحيوان بالجيزة قبل عشرين دقيقة من الزلزال المدمّر، وما شابه تلك الحالات في (سان فرانسيسكو) وغيرها. 
  
بعد ذلك بقليل ـ وبالتحديد في عام 1977م ـ عقد في الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر علمي اشترك فيه عدد من العلماء من مختلف التخصصات وأهمها علوم الأرض والحياة، لدراسة إمكانية استخدام الحشرات والحيوانات في التنبؤ عن قرب وقوع الزلازل! وقد تمّ رصد الحالات التي سجّلت أثناء المتابعة فلم يحدث أن سجلت حالة واحدة لم يصدق فيها إنذار تلك الحيوانات عبر تصرفها الملحوظ قبل الكارثة، وبالفعل أقيمت أول مستعمرة من نوعها في التاريخ تضم العديد من الحيوانات والحشرات، والهدف الذي أنشئت من أجله هو دراسة تصرف هذه الحيوانات وردود أفعالها كإشارات لكوارث قريبة قادمة ! 
  
لقد بات اليابانيون يدركون ـ بعد تعرّض اليابان للعديد من الهزات الأرضية ـ أن تصرف (سمك الزينة) يفوق في هذا المجال أكثر آلات الرصد دقة، فقبل وقوع الزلزال بساعات يصاب هذا النوع من الأسماك بحالات غريبة من اضطراب في السلوك وذعر، ثم تأخذ بالدوران والاندفاع داخل أحواضها اندفاعًا جنونيٌّا !! 
  
وكلما قرأت عن هذه الحقائق العلمية الواضحة وغيرها أظل أتفكر مليٌّا فيما سطرته كتب سلفنا الصالح حول هذا الأمر أو رووه من أحاديث ومشاهدات، ومن ذلك ما ورد في صحيح البخاري ـ مثلاً ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين قالت: (دخلَتْ عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم! فكذّبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليّ النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول الله، إن عجوزين....، وذكرت له الخبر، فقال: (صدقتا، إنهم يعذّبون عذابًا تسمعه البهائم كلها)، فما رأيته بعدُ في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر). 
  
وكم قرأنا عن حوادث عجيبة تحكي جفول بعض الحيوانات عندما تجاوز بعض القبور التي يعذب أصحابها، تمامًا كما كان يشاهد من تصرفاتها قبل وقوع مثل هذه الكوارث البيئية.

وفي السياق ذاته تطالعنا حادثة نادرة من أعجب ما كتب في هذا الباب، وتحكى قصة اضطراب فرس عربي أصيل كان يملكه الصحابي الجليل أسيد بن الحضير ـ رضي الله عنه ـ حدث ذلك ذات ليلة صافية من ليالي المدينة النبوية ـ حرسها الله ـ لقد كان أسيد ـ رضي الله عنه ـ في تلك الليلة يقرأ القرآن خارج بيته ـ كعادته ـ بصوت ندي خاشع، وكان بقربه ابنه الصغير يحيى نائمًا، لكن العجيب في تلك الليلة بالذات أنه لاحظ تصرفًا عجيبًا للفرس، إذ كلما قرأ القرآن جالت فرسه وتحركت واضطربت، فإذا سكت سكنت، ثم إذا أعاد القراءة اضطربت أشد من الأولى، وهكذا حتى تكرر ذلك منه ومن الفرس ثلاث مرات، يقول ـ رضي الله عنه: فانصرفت عن القراءة مشفقًا على ابني يحيى أن تصيبه الفرس، فلما قرّبته مني رفعت رأسي إلى السماء فإذا أنا بمثل الظُّلَّة البيضاء فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى توارت عني، لقد اكتشف أن اقتراب تلك الظُّلة البيضاء بلا شك كان السبب في اضطراب الفرس وتحركها، فلما أخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عما حدث له البارحة قال له ـ صلى الله عليه وسلم: (أو تـدري ما ذاك؟) قال: لا، قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك). 

  
بل لقد صرّح ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث آخر أن لدى بعض الحيوانات مقدرة خارقة على رؤية ما لا يستطيع البشر رؤيته بحواسهم حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت مَلَكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا). 
  
إن هذه التصرفات ـ بلا شك ـ تنم عن وجود غرائز كامنة مركّبة في هذه الحيوانات، وهي التي تدفعها إلى استشعار ما قد يعجز البشر عن إدراكه بحواسهم الضعيفة، ولقد تباينت آراء العلماء المتخصصين عند دراسة أمثال هذه السلوكيات والغرائز التي تنم عن قدرات (خارقة)!!

فهناك رأي مفاده أن هذا السلوك يعود إلى التقلبات في الحقول المغناطيسية، ووجود استجابة قوية عند بعض الحيوانات في هذا المجال، ولكن ثبت بالمشاهدة والمتابعة المستمرة عدم استقرار هذا العامل كمعيار ثابت يمكن أن تفسر به سلوكيات بعض الحيوانات في ظروف مماثلة، كما حدث ـ مثلاً ـ داخل عربات قطار في محطة للشحن بإيطاليا، كانت هذه العربات مصنوعة من صفائح فولاذية رقيقة يوجد بداخلها حيوانات محتجزة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك على مقدرتها بالرغم من كون المكان محكمًا ومعزولاً ضد التقلبات المغناطيسية والموجات الكهربائية. 

  
ويُرجِعُ البعض الآخر هذه الغريزة إلى قوة خارقة في حاسة السمع لدى هذه الحيوانات والحشرات، بحيث تسمع التحركات ـ التي تسبق الزلزال ـ في باطن الأرض، ويرجّح البعض نظرية الحساسية المفرطة لدى هذه الحيوانات لمعرفة التغيير الذي يحدث على الصخور قبل الزلزال. 
  
بينما يفضل البعض ـ ببساطة ـ أن ينسب هذه التصرفات الذكية الخارقة إلى (الغريزة العمياء)!! كما ذكر بعضهم صراحة في مجلة عربية سيّارة أثناء حديثه عن هذه الغريزة الباهرة لدى الحيوانات؛ حيث قال: (الغريزة فعالية عمياء)؛ لأنها تقوم بعملها (دون أن يكون لفاعليتها أي غرض أو هدف)؟! وكثيرًا ما يعلّق ـ بعد سرد شواهد حية في الموضوع ـ بقوله: (لاشك بأن هذه الغرائز عمياء، وهي قوى توجّه سلوك هذه الحيوانات)! وهذا يتطلب من القارئ البصير وقفة متأملة ناقدة لدحض مثل هذا التفسير الذي يفضل صاحبه الهروب من الحقائق الثابتة بمثل هذا الكلام بدلاً من التأمل فيها، وإدراك سر عظيم من أسرار الوجود حوله تزيده إيمانًا وثباتًا، والدليل على ذلك أن هذه السلوكيات الغريزية وأمثالها غير قاصرة عند حد استشعار الزلازل ونحوها من الكوارث البيئية فحسب، بل تتجاوزها إلى سلوكيات أخرى فذة وغريبة لا تتصل البتة بالظروف البيئية أحيانًا! 
  
أما دعوى (العشوائية) و(العمى) الذي لا هدف من ورائه، ولا محرك له في وصف هذه الغرائز فإنها دعوى يردها النظر البسيط في روعة مثل تلك التصرفات السلوكية التي تقوم بها تلك الكائنات، ولو تأمل فقط في طريقة بناء الطائر الصغير لعشه الرائع لتساءل طويلاً عن القوة المحركة لهذه الغريزة الواعية! فمن الذي علّم هذا الطير ذلك الفن الرفيع؟ ولماذا تتشابه جميع الأعشاش التي تبنيها الطيور من هذا النوع؟ إذا قلت: إنها الغريزة ـ المجردة ـ فإن ذلك قد يُعَدّ مخرجًا من السؤال، غير أنها في الواقع تعد إجابة مريحة، ولكن قاصرة، فما هي هذه الغرائز؟ ومن محركها الحقيقي؟ وما هي ماهيتها، ومعالمها؟ أفليس من المنطق، ومن الإنصاف أن نرى آثار قدرة الله ـ تعالى ـ تتجلّى في سلوكيات هذه الكائنات التي خلقها فسوَّاها وفقًا لقوانين وسنن خاصة لا نكاد ندرك من كنهها شيئًا؟ 
  
إنه الله القدير الذي تظهر آثار قدرته، ومعالم حكمته، ومظاهر رحمته من حولنا، إنه الله الذي خلق الكون وحفظه، وليس ذلك فحسب، بل هو الذي سخره لهذا المخلوق البشري الذي كرمه من بين سائر المخلوقات، أفليس هذا الجواب المريح إذن أَوْلَى وأحرى بهذا الإنسان الجاحد؟

إن ذلك هو ما توصل إليه كثير من العلماء المتخصصين في سلوكيات الكائنات الحية، ممن آمنوا بالله العظيم ـ سبحانه ـ من خلال هذا النظر المجرد الذي يوقد شعلة الإيمان ويحرك كوامن الفطرة في نفوسهم، إذا كان هذا الإيمان العميق بالله ـ سبحانه ـ يتولد في أعماق هؤلاء العلماء الماديين من جرّاء تتبع السلوك العجيب لهذا الطائر الصغير، بل من خلال دراسة سلوك واحد متواضع من سلوكياته ألا وهو طريقته في بناء عشه التي لا تكاد تختلف من طائر إلى آخر من النوع ذاته، بل قد يؤخذ هذا الطائر صغيرًا من عشه، لا يدرك شيئًا مما يحيط به، ثم عندما يعزل تمامًا عن كل المؤثرات البيئية المحيطة ويكبر يصنع لنفسه عشٌّا على نمط نوعه تمامًا!! فأي قدرة عليمة تكمن خلف تلك الغرائز الواعية؟!
إذا كان هذا الإيمان العميق بالله الخالق العليم ـ سبحانه ـ يشرق في قلوبنا من خلال التأمل في هذا السلوك العجيب من هذا الطائر الصغير، فدعونا إذن نقوم بجولة إيمانية أكثر إثارة، نتأمل فيها آثار قدرة ربنا ـ سبحانه ـ عبر النظر في سلوكيات الكائنات الحية من حولنا، عسى أن نتأدب معه ونحن نفسر هذه الغرائز الحيوانية الواعية مرة أخرى.
لقد زوّد الخالق الحكيم ـ سبحانه ـ هذه الكائنات بمثل تلك الغرائز بطريقة تبعث على الدهشة والإعجاب معًا، حتى إنك لتنظر في تصرّف العنكبوت مثلاً وهو يقيم عملاً هندسيٌّا يحار العقل في فهم خطواته، ثم تتعجب بعد ذلك من متانته وصموده بالرغم من رقته وخفته!! إن هذه الحشرة الصغيرة تنسج خيوطها بصورة تختلف كل مرة مع الوضع الذي تجد نفسها فيه، وبيوتها مصنوعة بدقة متناهية تأخذ بالألباب، ذلك أنها تتقيد بالمسافات البينية، وتراعي انفراج الزوايا في شكل هندسي رائع عبر نسيج من الحرير يبلغ قطره ثلاثة أعشار الميكرون (هو وحدة طول في النظام الدولي للوحدات تعادل جزء من مليون من المتر)، وهو أدق وأرق وأخف وأمتن من حرير دودة القز، ويخرج من مغازل العنكبوت التي فيها عدد كبير من الأنابيب الغازلة قد يصل في بعض العناكب إلى ألف أنبوب؟! ونظرًا لأنه أدق خيط عرف في تاريخ البشرية فإنه يُعَدّ حاليٌّا للاستخدام في صنع الأجهزة البصرية وخياطة جراحاتها. 

  
وتضرب لنا أسراب الطيور المهاجرة مثالاً فريدًا آخر لا يقل بهجة وروعة عن ذكاء تلك الغرائز التي ركبها الله ـ تعالى ـ في هذه الطيور، ذلك أنها تبدأ في هجرتها الجماعية عندما تستشعر اقتراب موسم البرد ـ وبخاصة طائر السنونو ـ فتبدأ هذه الطيور رحلتها الطويلة من البلاد الباردة إلى البلاد الحارة على هيئة أسراب جماعية تحلّق معًا في السماء، وقد تقطع في غالب الأحيان نحو ألف ميل فوق عرض البحار، ولكنها مع ذلك لا تضلّ طريقها أبدًا مهما كانت قسوة الظروف الجوية، بل إن طائر السنونو يحركه شعور خفي بضرورة هذه الهجرة، ويلازمه ذلك الشعور حتى عندما يُحبَس في مكان دافئ في موسم هجرته المعتاد، وكأن هناك دافعًا من الداخل يشعره باقتراب موسم البرد. 
  
وهناك لغز أعجب من هذا حيّر العلماء طويلاً هو ما يتكرر سنويٌّا مع ثعابين الماء التي تسلك طريق هجرتها الطويل عند اكتمال نموها واقتراب موسم التزاوج، فتراها في وقت محدد من العام تتجمّع من مختلف البرك والأنهار لتهاجر معًا قاطعة آلاف الأميال في المحيط قاصدة إلى الأعماق السحيقة، وهناك تبيض ثم تموت!! ولا يزال هذا اللغز يدور في أذهان المهتمين بهذه الظاهرة، إذ ما هو المحرّك لها في سلوك هذا التصرف الغريب الذي يدفعها جميعًا ـ في وقت واحد ـ لتموت في مكان ناءٍ عن موطنها الأصلي، بعد أن تضع بيضها؟! ولم يعثر على جواب يفسّر هذه الظاهرة حتى الآن. 
  
وتتجلى الحكمة والقدرة العظيمة ـ لكن بوضوح أكثر وبصورة مدهشة لا يدرك كنهها العقل البشري القاصر ـ في سلوك الصغار فيما بعد؛ ذلك أن هذه الصغار ـ بعد أن تخرج من البيض ـ لا تملك أي وسيلة لتعرف بها أي شيء من حولها سوى أن تعود أدراجها، وتسلك الطريق نفسه الذي جاءت منه أمهاتها، فتقاوم في سبيل ذلك التيارات القوية والأمواج العاتية المتلاطمة وتقطع كل هذه المسافات الطويلة التي تعجز عن تحملها أجسامها الصغيرة، ثم تتوزع إلى كل نهر أو بحيرة أو بركة صغيرة في موطنها الأصلي، ولهذا يظل كل جزء من الماء آهلاً بثعابين البحار!! 
  
فمن أودع فيها تلك الرغبة والعزيمة، ومن هداها لسلوك هذا الطريق الطويل حتى تعود إلى بيئتها الأصلية؟ إن الغرائز (العمياء) بذاتها تعجز عن هذا السلوك الباهر بلا ريب. 
  
ولك أن تتفكر في خصيصة أخرى تتميز بها تلك السلوكيات الغريزية لدى هذه الكائنات؛ ألا وهو (التوقيت الزمني) العجيب الذي يحكم سلوكياتها الرائعة، إنه أمر باهر حقٌّا يدعو للنظر والتأمل، فلو نظرت إلى الطيور المهاجرة بأسرابها الكثيرة لأدركت أن لها وقتًا محددًا من العام للطيران إلى وجهتها المحددة مسبقًا إلى الشمال أو إلى الجنوب، وكل فرد منها عندما تحين ساعة الهجرة ينضمّ إلى سربه، ثم تهاجر جميعًا في يوم واحد يكاد أن يكون معيَّنًا كل سنة! 
  
بل إن دقة هذا التوقيت وروعته تبدو جليٌّا في حياة الجراد؛ وهو أمر أعجب يحار منه العقل في إدراك تلك الدقة المتناهية التي تبدو لأول وهلة وكأنها ضرب من الخيال إذ لا يكاد موعد خروج الصغار من البيض ـ بعد سنوات طويلة من الظلمة في جوف الأرض ـ يتقدم أو يتأخر!. 
  
وقد قرأت أنه وجد في ولاية إنجلاند الأمريكية ـ وبعد دراسة لموسم التكاثر عند الجراد ـ أن الجراد البالغ من العمر سبع عشرة سنة يغادر شقوقه تحت الأرض ـ حيث عاش في ظلام دامس مع تغير طفيف في درجة الحرارة ـ ويظهر فجأة بالملايين في شهر مايو من سنته السابعة عشرة، وقد يتخلف بعض المتعثر عن رفاقه ـ بطبيعة الحال ـ ولكن الكثرة الساحقة تنضج بعد سنوات الظلام تلك، وتضبط موعد ظهورها باليوم تقريبًا دون سابقة ترشدها! 
  
وليس هذا هو كل ما يتعلق بذلك التوقيت الدقيق الذي يُسَيِّر تلك الغرائز، بل إن هناك سلوكيات متكررة ـ قد لا تدرك بمجرد النظر العابر ـ بينما تكمن من ورائها معادلات ثابتة لا تتغير باستمرار، ولعل أروع مثال لذلك السلوك الغريزي يتمثل في تصرف نوع من صرَّار الليل الذي يصر عدة مرات في الدقيقة الواحدة تختلف دائمًا باختلاف درجة الحرارة المحيطة!! ولما أُحصيَت مرّات صريرها وجد أن هناك سرٌّا مذهلاً يكمن وراء ذلك الاختلاف في مرّات الصرير، ذلك أنها تسجل درجة الحرارة بالضبط مع فارق درجتين فقط!! ومع تكرار المتابعة والرصد كانت النتيجة التي تم التوصل إليها ثابتة دائمًا على مدار ثمانية عشر يومًا!! إنها قدرة الله ـ تعالى ـ تظهر لكل من تأمل وتفكر في الكون من حوله. 
  
وإذا جاوزنا هذا السر العظيم من أسرار التوقيت الزمني لدى تلك الكائنات وتأملنا في طرائق الاتصال والالتقاء بين كثير من الحيوانات والحشرات لوجدنا نظامًا دقيقًا آخر يحكم تلك السلوكيات الغريزية التي لا تختلف بحال من الأحوال، ويعجز البشر عن مشاهدتها فضلاً عن وصفها وتحليلها.

إن أظهر لغة للتفاهم بين بني البشر ـ كما نعلم ـ هي لغة الكلام التي لا بد من تعلّمها منذ الصغر ليسهل التفاهم ويحصل الاتصال الاجتماعي فيما بعد، ولكن هذه اللغة تختفي تمامًا عند غير بني البشر ـ من الحيوانات والحشرات المختلفة ـ ليحلّ محلها قدرات أخرى (خارقة) تساعد تلك الكائنات على التفاهم والتخاطب، وتختلف لغة التفاهم هذه باختلاف النوع والصنف والطائفة في الأجناس الواحدة.
فالنمل العادي مثلاً يقوم أفراده بنقل انفعالاتهم إلى رفاقهم بواسطة تلامس قرون الاستشعار! بينما في عالم النحل نجد لغة أخرى لكنها أعقد وأدق في التفاهم بين الأفراد داخل الخلية وخارجها، فإذا اكتشفت النحلة أزهارًا متميّزة برائحتها وألوانها فإن لها طريقة أخرى للتخاطب ونقل الانفعالات غير النمل العادي، فهي ترشد بقية أفراد مملكتها عن طريق رقصات معينة تصدرها هذه النحلة يدرك مغزاها ومدلولاتها باقي النحل في الخلية لأنها مزوّدة بمقدرة هائلة على فك الشفرات الحركية وإدراك معانيها وأرقامها ووجهتها وما يتعلق بها، والتي يحتاج الإنسان إلى أن يفصح عنها بلغة الكلام في أسلوب هندسي أحيانًا كأن يقول لرفيقه ـ مثلاً: (طِر في خط مستقيم، بانحراف عشرين درجة على يسار الشمس، وبعد مائتي متر ستجد مساحة من أزهار البرتقال)!. 

  
ومعلوم أن النحلة مهما ابتعدت عن خليتها فإن بإمكانها أن تعثر عليها مهما اشتدت الريح في هبوبها؛ ذلك أن النحل لا يرى الأشياء كما نراها نحن فهو لا تجذبه الأزهار الزاهية التي نراها، ولكنه يراها بالضوء فوق البنفسجي الذي يجعلها أكثر جمالاً في نظره، ولهذا فقد يعيش النحل في مناطق يكسوها السحاب معظم شهور السنة ولا يؤثر ذلك في عمله إطلاقًا. 
  
أما أسلوب الاتصال بين أفراد البعوض فيختلف نوعًا ما، لقد أكّد العلماء الدارسون لحياة البعوض أن قرون الاستشعار المثبّتة على رأس كل بعوضة والمزوّدة بعدد هائل من الشعيرات الدقيقة الممتدة من رأس الذكر يمكنها التقاط الذبذبات الصوتية التي تحدثها الأنثى من مسافات بعيدة، لتفوق في ذلك أدق الأجهزة اللاسلكية التي اخترعها الإنسان على مدار تجاربه البشرية، والعجيب أن هذه الشعيرات لا تلتقط سوى إشارات أنثى البعوض فقط على الرغم من وجود أصوات عديدة أخرى في الجو تختلط فيها أصوات البشر بأصوات الطيور ومكبرات الصوت وغيرها! علمًا بأن الخالق ـ جل وعلا ـ قد زوَّد قَرْنَي الاستشعار اللذين تمتلكهما البعوضة بمقدرة هائلة، ويكفي أن نعلم أن ذلك الطنين الذي نسمعه وتصدره البعوضة يحدث نتيجة ما يقارب ثلاثمائة ذبذبة في الثانية عن طريق اهتزاز قرني الاستشعار!!

أما الفراشة فمهما حملتها الريح فإنها لا تلبث أن ترسل إشارة خفية يستجيب لها باقي الأفراد على مسافة بعيدة، وتصل الرسالة مهما أحدثت من روائح في سبيل تضليلها. 

  
وكما تختلف طريقة التفاهم والتخاطب عند هذه الكائنات تختلف مواقع السمع والإحساس فيها كذلك، تبعًا لأنواعها وطوائفها، فقد توجد في أماكن غريبة من الجسم كأن تكون في رِجْلِ الحشرة أو في منطقة البطن منها، وهكذا فالجندبة الأمريكية (katy did) تحك ساقيها أو جناحيها معًا فيسمع صريرها الحاد في الليلة الساكنة على مسافة نصف ميل، وذلك عن طريق هزّها لكمية هائلة من الهواء من أجل إخراج ذلك الصوت القوي! 
  
من جهة أخرى تستخدم بعض الحشرات التي تنشط ليلاً وسائل أخرى عن طريق إشارات ضوئية ذات تردد معين ـ كما هو الحال في بعض الحشرات المضيئة ـ وهذه الإشارات ذات دلالة يفهمها أفراد النوع نفسه. 
  
إن الإنسان ليصاب بالعجز تمامًا عن الإبصار إذا ما حلّ الظلام الدامس، ولكنه لو كان على ظهر حصانه العجوز فإنه بإمكانه أن يصل إلى منزله بسلام مهما اشتدت ظلمة الليل؛ لأن ذلك الحصان يتمكن من الرؤية في ذلك الليل البهيم عن طريق ملاحظة اختلاف درجة الحرارة في الطريق وعلى جانبيه بعينين تأثرتا قليلاً بالأشعة الحمراء في الطريق، وكذلك البومة التي تستطيع أن تبصر الفأر الدافئ وهو يجري على الشعب البارد مهما تكن ظلمة الليل. 
  
أما الخفاش فهو جندي الظلام الذي ينشط في الليل وينام في النهار ولا يسكن إلا الكهوف والأقبية المظلمة؛ إذ إنه ضعيف البصر، وسريع الطيران، ومع ذلك لا يصطدم بأي عائق أمامه، سواءً أكان جدارًا أو عمودًا أو غيره، ونتيجة للتجارب والملاحظات فقد وجد أن هذا الحيوان يُصدر أصواتًا على شكل نبضاتٍ ذات ذبذبات عالية تقارب مائة ألف ذبذبة في الثانية! وهذه الأصوات فوق مستوى سمع الإنسان. 
  
وهذه النبضات الصوتية ـ التي يرسلها الوطواط (الخفاش) ـ إذا اصطدمت بشيء عاد رجعها إلى سمعه فأدرك أن أمامه ما يصطدم به مع الشعور بمقدار سطحه، فينعطف عنه بسرعة ولا يصطدم به. 
  
لا شك بعد كل هذا أن مثل تلك السلوكيات الفذة ليست عمياء تحركها العشوائية والعبث؛ لأن من أخص خصائصها الدقة والتوقيت والانضباط، على الرغم من تتابعها في الصنف ذاته، وفي النوع من الجنس المشترك على مدار الحياة.

إن قدرة الله العليم الحكيم تتجلّى بوضوح من خلال النظر في هذه السلوكيات (الغريزية) ولا تزال ـ حتى الآن ـ تقدّم لها الفرضيات العلمية المبنية على المشاهدة والتجربة في سبيل العثور على تفسير علمي دقيق يحكم هذه الغرائز التي أودعها الخالق ـ جلت قدرته ـ في هذه الكائنات وتتوارثها جيلاً بعد جيل! 

  
وهذا ما يدعونا حقٌّا إلى التأمل في آثار قدرة الله العظيم من حولنا، عبر النظر في مخلوقاته وآياته المسطورة في صفحات هذا الكون الفسيح، وعندها ندرك الحكمة من أمر الله ـ تعالى ـ لعباده بمتابعة النظر، والتفكر في مخلوقاته وآياته، وأخذ العبرة من ذلك، قال ـ سبحانه وتعالى: {إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِى الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. 
  
ولهذا تجد كثيرًا من العلماء الماديين المتخصصين في دراسة علوم الحياة والطبيعة يصرّحون بإيمانهم العميق بالله العظيم بعد أن يروا آثار رحمته وعلمه وقدرته ماثلة أمامهم. 
  
يقول (ميريت ستانلي كونجدن) - وهو عالم طبيعة حاصل على الدكتوراه من جامعة بورتون: (إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله - سبحانه وتعالى - ويدلّ على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها، حتى باستخدام الطريقة (الاستدلالية)، فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع أن نصل إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته)، وصدق الله القائل: {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}.
Ler Mais

لتربح المال اضغط هنا واشترك فى الموقع مجانا

تابعنا على الفيس بوك

المتابعون