اشترك ليصلك كل جديد

slide

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم القصص الاسلاميه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم القصص الاسلاميه. إظهار كافة الرسائل

هكذا تركناك خلف ظهورنا!!


لم تنمحني الحياة فرصة؛ كي ألتفت إلى تلك المعاناة التي تعتصر قلباً مكلوماً!!
يطوي سهاده طي وسادته كل ليلة، ممزوجاً بدموع الأسى والحرمان!!
يخفق بأنَّات مكبوتة . . يتمنى أن يجد من يسمع زفراتها!! لعله يمسح عنه ألم المعاناة!!
إنه قلب فتاة طاهرة . . تنطلق من قسماتها نسائم الفجر . . تستشعر في عينيها الكثير والكثير من الكلمات!!
بل الكثير والكثير من الآلام والآمال التي انحصرت كلها بين طيَّات وسادتها!! 
فهي تخاطبها كل ليلة!! 
نعم , , بل . . وتناشدها مزيداً من الأحلام والآمال . . لعلها تخفف عنها ألم الحرمان!!
يخفق قلبها بين الحين والآخر . . رباه . . هل لتلك الآلام من آجال؟!
فتمسح على قلبها يد من الرحمات حانية!! 
تبعث بأشواقها إلى أعراس الجنة . . حيث الولدان المخلدون . . بوجوه كاللؤلؤ المنثور!! 
يحملون لها بين أيديهم صحائف من ذهب وأكواب!!
فتهبُّ على قلبها المكلوم رياح البهجة والسرور؛ فتبدل دموع حزنها بدموع فرح وحبور!! 
تطوي ضحكاتها مجدداً بين طيَّات وسادتها . . وكأنها تسألها كتمان سر تلك الضحكات!!
وهكذا تمضي بها الأيام . . تطوي بوحدتها ليلة وارء ليلة!! 
واحدة بالآمال وأخرى بالآلام!! 
تتذكر بين الحين والآخر حلم طفولتها . . ذلك الذي استلبته منها يدٌ غاشمة عابثة!! وهي في الشهر الخامس من ولادتها!! حينما امتدت إليها لتطعيمها؛ فأصابتها بشلل تامٍ في قدمها اليمنى!!
فمضت بها سنون العمر . . تكبر فيها . . وتكبر معها إعاقتها!!
حتى تضاعفت في ظهرها الآلام . . فقرروا إجراء عملية لتخفيفها . . فنجحت في تخفيف آلام ظهرها . . ولكنها أصابتها بشلل تام في كلتا قدميها!!
توافد الناس على بنت العشرين عاماً؛ ليواسونها في مُصابها!!
فوجدوا وجهاً مضيئاً . . يشع بنور الإيمان . . وقلباً طاهراً . . مُفعماً بالرضا بقضاء الله وقدره . . فواستهم هي بكلماتها النورانية، لتخفف عنهم وطأة جزعهم . . وشفقتهم عليها!! 
صارت بصبرها مضرب الأمثال . . بل صارت قمةً تتصاغرُ القمم إذا قورنت بهامتها!!
تجرفها عاطفة الأمومة حيناً . . فتتمنى وليداً يتقلب بين أحضانها . . وتحمله بيديها!!
فتبعث بآمالها بعيداً . . لعلَّها تجد زوجاً حنوناً يستوعب ألم الرغبة مع الحرمان!!
لكن سرعان ما تطوي خجلها بين جنبيها . . خوفاً من أن تكشف النظرات سرَّ رغبتها!!
فتنظر إلى السماء راجية في رحمة الله . . لعله يحقيق لها أمنيتها!!
تختبئ أمها؛ لترقبها من بعيد، وعينها تذرف من الدمع ما لو رأته لزاد من حسرتها!! 
رباه . . هذه فتاتي التي أرجو من الله أن يسوق لها يوماً . . من يمنح لها ولو جزءً يسيراً من سعادتها!! 


هذه قصة حقيقة وقفت عليها بنفسي، وأملي أن يعجل الله بتفريج كربتها، ولكن هلَّا التفتنا لمعانة أمثالها من المعاقين والمعاقات . . الذين تركناهم بالفعل خلف ظهورنا، واستمتعنا بما أنعم الله علينا من جميع الحواس!! فلعل الله أن يرسم بأيدينا البسمة على شفاههم من جديد؟! فهل من مجيب؟!
Ler Mais

ابنتى وبر امى وابى


أكتب هذه القصة التي عشتها مع ابنتي الصغيرة رعاها الله ويعلم ربي كم تأثرت بها واستفدت منها في حياتي بفضل ربي. 

سكنت عند والدي في عمارة واحدة ثم يسر الله لي وتزوجت ورزقت بطفلة بحمد الله وكنت دائماً بفضل الله معتاد من قبل أن أتزوج يومياً بعد الفجر أزورهم وأسلم عليهم وأقبل رأسهم وأيديهم، وأقرأ لوالدتي ما تيسر من القرآن أطال الله في عمرها على الطاعة. 

بعد مرور سنوات كان عمر طفلتي تقريباً سنتين وستة أشهر، وذات يوم تناولت وجبة الغداء في منزلي فاسترحت قليلاً وإذا با ابنتي الصغيرة تمشي وتقف عند قدمي وتمسكها وتقبلها والله لم أقل لها أفعلي كذا ولا والدتها. 

وواصلت على هذا البر فلاحظت أن ابنتي تزداد حباً لي وعند خروجي من المنزل تقول: بابا.. وتأخذ بيدي وتقبلها وتقول: أنا أحبك يا بابا. 

عرفت أن هذا الفعل توفيق من ربي ثم بدعاء والدي.. 

يا الله! من الذي حرك هذه الطفلة إلى هذا البر، ومن الذي أنطقها بهذه الكلمات الحنونة إلي.. نعم إنه الله جل في علاه الذي أوصانا بهذا البر. 

وهذا الباب العظيم الذي هو من أبواب الجنة الثمانية قال الله تعالى في حق الوالدين في القرآن الكريم : 

قول الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [النساء: 36]. 

وقوله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت: 8]. 

وقوله جلَّ وعلا: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14]. 

وقوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24]. 

وما أجمل يا أخي الغالي أن يكون الله عز وجل راض عنك في حسن برك بوالديك كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ( رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين ). رواه الترمذي. 

أقسم بالله العظيم أنني وجدت ثمرة هذا العمل في حياتي العلمية والعملية والدينية والدنيوية وهذا كله من فضل الله عز وجل. 

الفوائد من هذه القصة : 

- بر الوالدين طريقك إلى السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة .

- يكفيك شرفاً أن الله عز وجل راض عنك برضا والديك عنك .

- في الجنة باب اسمه باب الوالد خاص للذين يبرون والديهم .

- إنها العبادة الوحيدة التي اقترنها الله سبحانه وتعالى بعبادته .

- الجزاء من جنس العمل، وكما قيل: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم .
Ler Mais

هذا الطفل يقوم الليل


قام أبو يزيد البسطامي يتهجد من الليل فرأى طفله الصغير يقوم بجواره فأشفق عليه لصغر سنه ولبرد الليل ومشقة السهر فقال له : ارقد يا بني فأمامك ليل طويل. 

فقال له الولد: فما بالك أنت قد قمت؟ فقال : يا بني قد طلب مني أن أقوم له.

فقال الغلام : لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟. 

فقال الأب : إنهم أصحابه. فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله . 

فقال الأب وقد تملكته الدهشة : يا بني أنت طفل ولم تبلغ الحلم بعد، فقال الغلام : يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها .. فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته. 

فانتفض أبوه من خشية الله وقال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك.

نحن في زمن عز فيه من يهتم بهذه الشعيرة وقل فيه من يحييها في نفسه وأهله وجيرانه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربه إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن البدن ) رواه الترمذي وصححه الألباني. 

واعلم أن لقيام الليل لذة عظيمة ولأجل هذه اللذة كان السلف رضوان الله عليهم أجمعين يفرحون بقدوم الليل ويحزنون على ذهاب
Ler Mais

أسلمت بعد سماعها القرآن



زارني أحد أقربائي في المنزل وهو يعمل في \" السنترال \" الخاص بإحدى المستشفيات في مدينة جدة وعمله الرد على المكالمات وتشغيل صوت الأذان وقت الصلاة. 

قلت له: لماذا لا تستغل الوقت الضائع بعد صلاة الفجر إلى الساعة الثامنة صباحاً بتشغيل القرآن بالمستشفى بصوت هادئ، فرحب بالفكرة وأعطيته مجموعة تلاوات قرآن متنوعة لعدة مشائخ. 

وقلت له: استعن بالله واخدم دينك وأنت في عملك، وبالفعل بدأ بتشغيل المقاطع الصوتية. 

يقول لي: كان مع ضمن المقاطع تلاوة لسورة ق للشيخ سلطان العمري - المشرف على موقع ياله من دين - وكان صوته مؤثر جداً وفجأة وإذا بصوت الباب يطرق بشدة. 

فتحت الباب وإذا بتلك الدكتورة التي في الدور الثاني نزلت إلي وهي تبكي فتعجبت من هذا الموقف، ومن حسن الحظ أني كنت أجيد اللغة الإنجليزية ولله الحمد. 

قالت لي: ما هذا الصوت؟! قلت لها: هذا صوت القرآن. قالت: وما هو القرآن؟! قلت: هذا كلام الله ونحن المسلمون نفهمه. قالت: وما هو الإسلام؟! فطلبت منها أن تجلس وذهبت لأتصل بدكتور مناوب أعرفه محب للخير وحضر إلي وقابلها وحدثها بنبذة بسيطة عن الإسلام ثم قالها لها هناك مواقع على الإنترنت تخبرك أكثر عن دين المسلمين. 

تعجبت الدكتورة ثم دخلت في الإنترنت وبحثت كثيرا وقرأت عن الإسلام. 

يقول: بعد أسبوع قابلني الدكتور الذي أخبرها عن الإسلام وقال لي \" أبشرك \" الدكتورة أسلمت ودخلت في الإسلام بسبب صوت القرآن. 

يقول صاحبنا: بعد قرابة شهر تقريباً والله أني رأيتها وهي لابسة العباءة السوداء والطرحة.

قلت: سبحان الله كان صوت القرآن سبب في هدايتها.

الفوائد من هذه القصة :

1- اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة لعل الله عز وجل أن يبارك لك فيها وأنت لا تدري .

2- أثر القرآن الكريم كلام رب العالمين في امرأة نصرانية وكان سبب في إسلامها.

3- يجب علينا تعريف غير المسلمين بالإسلام ودعوتهم إليه.

4- الحرص على الدعوة إلى الله وعدم استصغار أي عمل في ذلك.
Ler Mais

تبغاها بالأيام وإلا بالسنين


أذكر أنني زرت أحد المستشفيات بجدة وكان معي أحد الأصدقاء وكان هذا المستشفى أغلبه للعناية بالمعاقين وأصحاب الحوادث - نسأل الله أن يشفي مرضانا وجميع المسلمين - فمررنا بغرفه وكان فيها أحد الشباب المعاقين من أثر حادث سيارة. 

قلت له بعد السلام عليه والتعرف به والاطمئنان عن صحته: كم صار لك في المستشفى؟!. 

نظر إلي وقال: \" تبغاها بالأيام وإلا بالسنين \" تعجبت مما سمعت منه! 

قلت له: إن كانت قليله قلها بالأيام وإن كانت كثيرة قلها بالسنين. 

قال لي: اليوم التاريخ كم؟ قلت له: 15/10/1430 هـ قال: إن كان تبغاها بالأيام صار لي 2310 أيام وإن كان بغيتها بالسنين صار لي 7 سنوات وخمس شهور تقريباً. 

ثم قال: والله يوم كنت طيب وأمشي كنت ما أهتم بالأيام والسنين والآن والله أني أعدها وأتمنى الخروج من المستشفى اليوم قبل بكره لكي أذهب للمسجد وأكثر من أعمال الخير التي كنت مقصر فيها. 

الفوائد من هذه القصة: 

1- الإنسان لا يشعر بالنعمة إلا بعد فقدها فلماذا نحن الأصحاء لا نستغل أوقاتنا بكثرة الأعمال الصالحة. 

2- مراجعة أنفسنا وتخيل لو أنا وأنت مكانه ماذا نريد أن نعمل.

3- رسالة إلى كل مقصر فليبادر بالتوبة والرجوع إلى الله واعلم أن سيئاتك سوف يبدلها الله إلى حسنات 
Ler Mais

ليلة في ظلمة القبر ( قصة مُبكية )


سمعت الأم اضطرابا في بطنها ، تلاه ضرب مؤلم ..
ذهبت إلى الطبيب ، فزف لها البشرى ، قال : يا بشرى هذا غلام
لم تسع الأرضُ الأمَ من الفرح ، سجدت لله شاكرة ، حمدته بلسانها وجوارحها ، رفعت يديها إليه .. ناجته قائلة : ربُّ هب لي من ذريتي قرة عين .

بدأ سعد بالمعافسة في بطن أمه .. يتحرك هنا وهناك بكل فرح وحبور لأنه خارج إلى حياةٍ رحبة ، ظانا أن الدنيا مع سعتها أسعدُ من بطن الأم مع ضيقه !!

أما أمُّه .. فعَينها امتزجت بدمع الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد ..
ألم الحمل وأمل الذرية ، فرح الأولاد وحزن الولادة ، دمعها الحار خوفا عليه من مس السوء، والدمع البارد لأنه خيل إليها نجاحه فلا تراه إلا رجلا يضرب به المثل .. سندا للظهر ، وعصى يتوكأ عليها .

جاء اليوم المشهود وفرِح الوالدُ بالمولود :
خرج سعد يتنسم عبير الدنيا ويأخذ نفسا عميقا يَروِي عظمَه الطرِيَّ الغَضَّ .

شب قرنُه وبدا مسيرُ الطريق مخالفا لما عوّلت عليه أمه ، حلُمت أن يصبح رجلا صالحا فأمسى طالحا ، يرى نورَ الطريق فيحيد عنه وظلمةَ الشِّعب فيأوي إليه . .

فما حال سعد ؟!!

سعد صاحب العضلات المفتولة والنظارة السوداء ، يركب رأسَه ويخالف الناس ويمشي مع هواه ، يسمع نداء الأذان فلا يلبي ، ويرى الناس تؤم بيت الله وهو صاد عنه ، أعجبته نفسه ، وغرته الأماني ، وظن أن سعادته فيما يفعل ..

ضيع نفسه ووقته ،كأن وجوده في الدنيا ذنب قابله بعصيان وتمرُّد وتنمُّر !!
يفتح عينه من سبات غميق غط فيه ، يتعاجز عن القيام ، أثقلته الذنوب ، على وجهه ضوء أسود فحَدَقُه مظلم، تثائب تثاؤب من بال الشيطان في أذنه ونهض قائما

وبينما هو يمشي في حَمأة اللهو أصابته حُمَّى شديدة فطرحته للفراش صريعا ،كان جسده يمانع الأمراض فأصبح مرتَعا للوباء ، ذهب إلى الطبيب فحذّره وأنذره من اتخاذ الخليلات وشرب المسكرات ، وليته سمع فوعى !!

ومع كرِّ الليالي وفرِّها وإقبال الأيام وإدبارها حان موعد الرحيل وآذنت النفس بالإياب ، وأُخذت الوديعةُ المستودعة .

اعترى سعدا ضعفٌ في جسده .. تنمّلت أطرافه خارت قواه ، نادى : أماه أماه ..

لبّت النداءَ أمُه تهرول وتقول : ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟

ضمته إلى صدرها ، نضحت وجهَه بالماء ، إلا أن " سعدا" يصارع شيئا لا يشبه المرض ..
.. نادته : سعد سعد ، وبصره شاخص إلى السماء كأنه يرتقب ضيفا مفزعا

وبعد شدة هَوْلٍ .. جاءه الضيف ذو الوجه الأسود والعين الجاحظة .. مد يده إلى جوف سعد كأنه وجد ما فقد .. لقد نزع الروح نزعا شديدا غليظا كأنه اقتلع جسده كله ، وسعد يصارخ ويضطرب ولا منجى من الموت ، قد حان ما كنت تحذره يا سعد .

أراد سعد الكلام ولكن لم يسطع ، كان يريد القول :"رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت"
ما زال سعد يقاتل الموت ولكن لا طاقة له بملك الموت !!

لم يكن النزع يسيرا بل غرقا ، لقد هربت روحُه فلم تدع عِرقا ولا عَصَبا إلا اختبأت خلفه ..
وهذا الملك غارق في نزعه ، فالعذاب عسير ولا طاقة للجبال الرواسي به !!'.

وذهب ملك الموت متأبطا شرا ، تاركا جسده المسجى بالهول والهلع . ..
بقي سعد جثة هامدة لا تطيق حراكا بل هي أشد ما تكون في سكونها ..

ضربت الأم صدرها وقالت : بنيَّ سعد وقتك الأواقي ، أجبني ، ما ذا أصابك ؟

فلمَّا لَمْ يجب عرفت أن ليس ثمة مرض .. إنه الموت الذي لا يرده ملك مقرب ولا نبي مرسل

كان سعد تاركا للصلاة مجانبا للطاعة بعيدا عن الخير ، فتحرجوا في الصلاة عليه ، ولم يجدوا بُدا من أن يلقوه في المقبرة رميا، كأنه متاع قد استغني عنه .

حملوه على أكتافهم وهو يسمع قرع نعالهم ويقول : إلى أين ؟ أين تذهبون بي ؟
أنا سعد ابنكم وقريبكم ، دعوني أصل لله ركعات لعله يغفر لي خطيئتي ، لقد ضربت فلانا وشتمت فلانا أريد المغفرة منهم ، وصاحب المتجر يريد مالا لم أعطه ، وقد استعرت متاعا فجحدته ...
ولكن لا يسمع نداءَه إلا ربُه ، ولا حياة لمن يناديهم

اقترب من الحفرة التي ستكون له مأوى ومصيرا !!
رأى سورَ المقبرة كأنه قيد في العنق يقطع الوريد ويشد الوثاق !! !!
اقترب من المقابر كأنها غابة موحشة لا يأنس بها إلا الأبالسة !! !!
النبات ذابل ، والشجر محترق ، وكل شيء في هذا المكان خَرِب خَرِب ، فكل ما تراه يدعو إلى الموت ، لا حياة بعد تلك الحياة ، أواه ثم أواه .

لقد بدّلوا اسمه ، فكان "سعدا" في الماضي ، أما الآن فهم يقولون أين "الميت" ؟ ، ويقولون :ضَعُوا "الجنازة" هنا .

يالله !! ما أكثر من خُدع ببريق الدنيا ثم لم تمهله حتى رُمِي في حومة الردى ..

أنزلوا رأسه أولا إلى هذه الحفرة الضيقة فرأى ظلاما عميقا وقَعرا مُخيفا أراد أن يمسك بيد من يدفنه ليقول نشدتك الله إلا تركتني .. دعني وشأني
ولكن الموت ليس فيه رحمة ولا توسل فلا يخرق نواميسَه أحدٌ إلا الله !

استقر سعد في ظلمة القبر وهو يرى بعينه الفانية هيلان التراب عليه ، ويقول ما ذا فعلتُ بهم ؟

طمَّ الثرى جسدَه فلم يعد يرى شيئا ، التقمه القبر وهو مُليم ، فسعد مُحاط بالضنك والكدر ولا رادَّ لما أراد الله .

ثم وضعوا لبِنة عليه أثقلت جسده وأضْنت عظمَه ،ثم أهالوا التراب أخرى وأخرى فلم يُطق التفاتا واستسلم لما هو كائن عليه ..
وما إن فرغوا من توسيده التراب حتى ضربوا أيديهم كفا على كف ينفضون الغبار وتفرقوا شذر مذر .

بقي وحيدا فريدا عاريا ، فارغا من كل شيء ، لا يملك من الأمر قِطْميرا ، فوقه تراب ، يمينه تراب ، وعن شماله التراب ، وتحته التراب ، فراشه التراب ولِحافه .

ما هذا المصير ؟ أين فراشي الناعم ؟ أين الديباج والحرير ؟ أين الهناء ورغد العيش ؟ أين الطعام والشراب ؟ أين فلان وفلانة ، في كل ليلة لي معهم صولة وجولة، نقطِّع الوقت بالحديث الماتع ، والغناء الماجن ، والكلام المؤنس؟
لمَ تركوني في وقت الحاجة والفقر الشديد ؟!!

المكان شديد الإظلام لا أرى إلا سوادا في سواد ؟؟

ثم يجيئه ملكان قبيحا المنظر يقولان له : قم يا سعد .. فيقوم أفزع قيام، وجِلا خائفا يقول لهما : من أنتما ؟
فيقولان نحن عملك السيء؟
فيقول : ماذا تريدون ؟
فيقالان : من ربك؟
فيقول وقد انخلع فؤاده : هاه هاه لا أدري !!

يسائل سعد نفسه ما لي لا أجيب ، فأنا أعلم من ربي ومن خلقني ورزقني ، ولم يُحِرْ جوابا ..
ثم يقولان : من نبيك ؟ ما دينك ؟
ويقول في كل ذلك : هاه لا أدري !!

فيضربانه على رأسه بمِطرقة يسمعه كل شيء قريب منه إلا الثقلين ، ولو سمعوه لصُعقوا . .

ثم يرى منزله من النار ، ويرى غُرفته في الجنة لو كان صالحا ، فيزداد حسرة على حسرة وحرقة على حرقة ويموت في كل حين أسفا وحزنا .

ثم يضمه القبر ضمة تختلف أضلاعه فيها .. فلا يبقى عظم على عظم بل هشيما ..
ويتمنى سعد أن لا تقوم الساعة لأنه يعلم أن ما يأتيه أشد فزعا وأعظم عذابا من هذا فيقول : رب لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة ...

وهذه ليلة سعد في ظلمة القبر البهيم .. وهناك من تطيب نفسه إلى هذا المصير ليس بقلبه ، ولكن حاله تخبرك ، وعند الامتحان يكرم الرجل أو يهان ..

اللهم أسبل علينا رحمتك ، وقِنا عذابك ، واغفر الزَّلَّة ، وتجاوز عن الخطيئة ، وأحسن الخاتمة ، وأجزل المثوبة إنك جواد كريم ونحن الفقراء إليك ..

وصلى الله على محمد .
Ler Mais

هكذا أصبحت . . بعدما ضيعت أمنيتكما!


ترعرع بين أحضان أبوين محافظين، وحينما بلغ سن الثامنة عشر من عمره؛ نظر إلى نفسه في المرآة فوجد طولاً وعرضاً، مع شارب بدأ يخط أولى ملامحه بين قسمات وجهه؛ فسيطر على نفسه شعوراً بالاستقلالية، وعدم الرغبة في التبعية لأحد؛ حتى ولو كان أبواه!! فطلب من والديه عدم وضع أي قيود عليه في تصرفاته أو حركاته؛ بحجة أنه لم يعد صغيراً بعد اليوم!!

لم يجد والداه بداً من الاستسلام لرغباته، مع محاولة الإبقاء على الحد الأدنى من الرعاية؛ لضمان عدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي قد يخترقها جهلاً منه أو رغبةً في تجربة كل ما هو محظور!!

ومع محاولات المنع المتكررة من قبل الوالدين؛ حفاظاً عليه من مخاطر تجاوز تلك الخطوط الحمراء، تولدت لديه الرغبة العارمة في المزيد من التمرد؛ لتحقيق ذلك الاختراق!! حتى تطور الأمر في نهاية المطاف إلى حد تركه المنزل دون إذنهما!! 

حيينها أضحى فريسة سهلة لأصحاب السوء على اختلاف أنواعهم وأشكالهم، حيث كان منعدم الخبرة بمخاطر وشرور هذه الحياة، كما أن البيئة التي تربى في ظلالها، قد حجبت عن الكثير من ألوان شرورها التي لم يكن يتصور مدى فظاعتها؛ إلا بعدما عاينها بنفسه، فتجرع بسببها ألوان المعاناة التي كلفته خسارة كل شيء!! 

نعم . . فلقد خسر كل شيء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني!! حيث أسفرت رحلة ضياعه التي بدأت بالهروب من منزل أسرته؛ عن تردي صحته التي نزفت آخر قطرات ماء حياتها تحت سياط الإيدز والمخدرات، كما أفقدته كامل إدراكه تحت وطأة المعاناة والحيرة بين دروب الشر التي طمست كل آمال المستقبل، وأفقدته الهدف والغاية المرجوة من مثل تلك الحياة البهيمية!!

لقد كان قرار هروبه من أسرته، بمثابة أخطر انزلاقة له على مفترق الطريق في هذه الحياة، وذلك حينما فشل في المفاضلة بين الرضا بالعيش في ظلال توجيهات الأسرة ورعايتها، وبين الرغبة في إطلاق شهواته الحيوانية التي حالت دون استيعابه لمخاطر سبيل الهلاك!!

ومضت به الأيام، حتى انتهى به الأمر إلى أن يصبح مجرد جثة هامدة ملقاة في الطرقات؛ بعدما لفظه أصحاب السوء باعتباره معدوم الفائدة، حتى استلمته الجهات الأمنية ذات يوم لتسليمه لذويه، وبالتحري استطاعوا الوصول إلى محل إقامة أسرته، فوقف والداه بجوار تلك الجثة الهامدة يسترجعا تلك الآمال والأمنيات العريضة التي طالما حلما بها لفلذة كبدهما!!

فإذا بالحلم يسقط بين أيديهما؛ ليتحول من أشد الكوابيس وقعاً على قلبيهما، بعدما أكد لهما الأطباء انعدام الأمل في شفائه، وأن الأمر لن يتجاوز سوى أيامٍ معدودة؛ حتى تفارق الروح ذلك الجسد المنهوك!!
فانفطرت القلوب حزناً؛ وكأنها من شدة الألم قد نزفت من الدماء أنهاراً؛ قبلما تذرف عيونهما الدموع مدراراً، ونظر أبوه إلى تلك الجثة الهالكة محدثاُ نفسه بدموع الحسرة والأسى قائلاً : ألم أقل لك يا ولدي أني أحبك، وأنني لم أقصد بتوجيهك أي نوع من التضييق عليك، وإنما هو الخوف والحرص عليك لا أكثر؟! فلماذا تركتنا للهموم تنهش منّأ المهج وتدمي الفؤاد حين شردت عنَّا؛ لتلقي بنفسك في هذا الوادي السحيق من التهلكة؟! 

أهو فقط لإدراك تلك الشهوات والملذات الرخيصة الدونية؟!

فتح الشاب عينيه، ونظر إلى والديه نظرة، نطقت بجميع عبارات الندم والحسرة والأسى التي تلفظ بها جميع البشر على وجه هذه الحياة، وعلى الرغم من عجزه التام عن التلفظ أو الكلام، إلا أن الغريب قبل القريب كان بوسعه أن يقرأ بين نظرات هذا الوجه الشاحب، والعيون الغائرة عبارة واحدة مفادها : أرجوكما والداي أن تسامحاني . . فلقد عانيت بسبب مخالفتي لأمركما كل ألوان الأسى، وهكذا أصبحت . . بعدما ضيعت أمنيتكما!! فهل بوسعكما العفو عني؟!

قصة من وحي مآسي الحياة . .
Ler Mais

من عجائب رجال الفجر



أحبتي الكرام: هذه بعض القصص الواقعية أحببت نقلها وجمعها حتى يستفيد الجميع منها ويشهد الله عز وجل ما كتبتها إلا من أجل التحفيز ورفع الهمم فيما بيننا .

يقول أحد طلاب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – كنا مع موعد مع الشيخ عبد العزيز بن باز بعد صلاة الفجر لحضور الدروس العلمية فتأخر الشيخ، فذهبنا إلى منزله ففتح لنا الباب حارس الشيخ، وسألنا عن الشيخ فقال في غرفته وبعد الإذن والسماح منه، قال الشيخ: كم الساعة الآن ؟ قلنا الساعة الخامسة والنصف. قال الشيخ هل صليتم الفجر ! قلنا نعم. 

قال الشيخ عبد العزيز بن باز : لا حول ولا قوة إلا بالله – والله إنها أول مرة تفوتني صلاة الفجر. 

الله أكبر أيها الأحبة : كم عمر الشيخ؟ كم قضى من شبابه وشيبه؟ يقول: إنها أول مرة تفوته صلاة الفجر – فكيف بحالنا من تفوته الصلوات ولا يبالي وقد يصلي صلاة الفجر بعد وقتها، ولا يشعر أنه مقصر في ذلك. 

يقول الشيخ عمر بن سعود العيد - حفظه الله - في لقاء بمدينة جدة: من المواقف التي لا أنساها في حياتي أن شخص يتصل بي لصلاة الفجر كل يوم منذ تقريباً 12 سنة ولا يزال على هذا الحال والله لا أعرفه جزاه ربي عني كل خير. 

أحد جيراني وفقه الله عمره فوق 50 سنة من رواد المسجد ولا أزكيه على الله، والله دائماً يتصل بي قبل صلاة الفجر بنصف ساعة يوقظني للصلاة. 

يقول: بفضل الله يا أحمد أيقظ زوجتي تصلي القيام ثم أخبرها توقظ الأبناء لصلاة الفجر. ولا أستغرب منه فهو دائماً في الصف الأول خلف الإمام أطال الله عمره على الطاعة. 

حدثني أحد الثقات من المقربين لي بقصته يقول بفضل الله عز وجل لي تسع سنوات أقسم بالله العظيم مواظب على صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد. 

فقلت له : ما شاء الله تبارك الله كيف تتغلب على النوم والكسل؟ قال: أستعين بالله وأتوضا قبل أن أنام وأقرأ المعوذات وأنام على الشق الأيمن وأنبه ساعة الجوال وساعة اشتريتها ذات جرس عالي توقظني لصلاة الفجر ولا أنام إلا وقد سامحت جميع الناس. 

دار حوار بيني وبين صديقي عن أسباب القيام لصلاة الفجر، ثم قال: والله يا أحمد بفضل الله لي تقريباً ثلاث سنوات يومياً أتصل على 48 صديق لي وقريب قبل الفجر أيقظهم ورأيت منهم القبول والتشجيع بحمد الله، وضعتهم في مجموعة في جوالي وأسميتهم - رجال الفجر- ثم قال اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، أوصيك يا أحمد أكثر من الدعاء وأعلم أن كثرت الطاعات من أسباب الثبات. 

يقول أحد الدعاة: اتصلت علي امرأة وهي تبكي فظننت أنها تشكو من مشكلة عائلية أو تسأل عن بعض أهل الخير ليساعدوها فقلت لها تفضلي بسؤال يا أختاه : فقالت والله يا شيخ لي ست سنوات لم تفتني صلاة الفجر في الوقت وكنت حريصة دائماً عليها ولله الحمد أما اليوم فقد استيقظت ونظرت إلى الشباك وإذا بالشمس تنير منه وعلمت أنها قد ذهبت علي صلاة الفجر، فهل علي كفارة، وكيف أقضيها وكيف أعالج هذه المشكلة. 

الله أكبر.. هذه امرأة غيورة على صلاتها، حريصة على وقتها، نسأل الله أن يكثر من أمثالها. 

كنت في سفر مع والدي حفظه الله وأطال عمره على الطاعة وأخبرني بهذه القصة التي جرت معه يقول والدي: والله يا ابني لي تقريباً سنتين أو أكثر وفيه رقم غريب يتصل بي دائماً وقت صلاة الفجر يتصل حتى أرد ثم يغلق الخط، والله ما أعرفه ولم أتصل به حتى اليوم ولكني أدعو الله له بالتوفيق وأن الله يشرح صدره ويرزقه من حيث لا يحتسب. 

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات ومن المكثرين من الطاعات.
Ler Mais

وَمَضتْ (جَنَّات) إلى بارئها .. ثم ماذا ؟



جنات .. لطالما عشقنا هذا الاسم .. لطالما تغنينا بهذا الاسم
لطالما عشناها قصة مطربة .. قصة جميلة .. كلما فترنا عن طاعة الله تذكرنا جناتٍ أعدها الله لنا فترقص قلوبنا طربا .. وتنتعش أرواحنا لنقوم من جديد ..
جنات تلك القصة التي قرأنا عنها في القرآن كثيرا .. تحدو أرواحنا لتسير على الحق .. 
جنات .. هي هدفنا الأسمى وماذا يريد المرء غير جنات عرضها السموات والأرض ..
تلك هي جنات أعدها الله للمؤمنين ..

ولكن ثمت (جنات) هنا في الأرض
قصتها محزنة .. مبكية .. مؤلمة .. تدمي القلب وتدمع العين
من جنات ؟ وماحكايتها ؟
جنات .. هي امرأة مسلمة .. هي امرأة تتقاسمنا دين واحد .. هي امرأة سخرها الله لتتكلم عن لسان آلاف النساء في أراكان ..
جنات .. ولدت بين أبوين رحيمين .. عاشت طفولتها في أمان .. تربت في حنان .. كبرت في طهر وعفة ..
كانت تعيش حياة هانئة رغيدة .. رغم ماتعاني من ضنكٍ في معيشتها
ولكن كغيرها من أبناء شعبها .. همهم الأكبر هو هذا الدين وهذه العقيدة ..
عاشت جنات لترى بأعينها فاجعة لم تكد تصدقها .. 
قُرى تُحرق .. شعبٌ يباد .. مقابر جماعية .. مذابح بشعة
منذ أن اندلع هذا العدوان البوذي وهي تعيش حالة لايعلمها إلا الله
حالة حب وخوف !!
حبٍّ لقريتها فلا تريد أن تفارقها .. وخوفٍ من هذا العدوان الغاشم على نفسها وأهلها وشعبها ..
حتى جائت تلك الليلة .. كانت مظلمة .. هادئة .. لا يعلم أحدٌ الغيب 
جاء البوذيون .. هجموا على القرية .. أحرقوا مافيها ..
قريتها الحبيبة .. مراتع صباها .. ألعابها .. أحلامها .. كل ذلك يهون
ولكن ..!!
أخذوا أغلى مالديها .. أخذوا عفتها .. شرفها 
تتكلم وهي تصرخ من قلبها (( هجموا علي واغتصبوني ولم أفق إلا وأنا في المستشفى))
هجم عليها عشرون نجسا ليغتصبوها .. دنسوا طهرها بنجاستهم ..
أبقاها الله حية في ذلك الوقت لتنقل لنا معاناة أمة
لتنقل لنا كم نحن خذلناها .. كم نحن تركناها .. كم نحن نترفه بالدنيا ونسينا أخواتنا ..
لتنقل لنا معاناة امرأة واحدة .. وغيرها في أراكان كثير ..
كم من أمثال جنات في أراكان
كم من امرأة تغتصب .. أوما سمعا بامرأة اغتُصبت سبع سنين .. أوما سمعت بامرأة حامل تغتصب حتي يسقط جنينها ..
أي خير في رجولتنا إن لم نستطع أن نحمي عرض أخواتنا من هؤلاء ..
أي خير فينا إن لم نستطيع أن نحافظ على طهر أخواتنا وأمهاتنا ..
هل تتخيل أن تُغتصب أختك أو ابنتك أمامك .. تلك قصة يعيشها الأركانيون كل حين ..
ونحن هنا لاهون .. نحن هنا فتنا بالغانيات..انشغلنا بالتوافه من الدنيا ..
هذه جنات تستصرخكم ..
أوما سمعت يا مسلم بان امرأة مسلمة حاول اليهود أن يستهزؤوا بها فهب لها المسلمون ..
أوما سمعت أن أمرأة مسلمة صرخت (وامعتصماه) فجيَّش لها المعتصم جيشا جرارا حتى فتح عمورية ..
واليوم .. هؤلاء أخواتنا .. هؤلاء أمهاتنا .. مابالنا سلمناهم لأناس أنجاس يفعلون بهن ماشاؤوا .. هل ماتت فينا الغيرة ؟ هل مات فينا الإسلام ؟

وأخيرا
تلك هي (جنات) المرأة الطاهرة ..المحجبة ..المسلمة .. 
جنات لم تعد قادرة على تحمل تلك الآلام .. لم تعد قادرة على كتم تلك الآهات
عذابها النفسي طغى على آلامها الجسدي
فسلمت روحها إلى بارئها ..

نعم (جنات) ماتت .. 
ماتت وهي تاركة خلفها أشباه رجال لا رجال ..
ماتت وهي شاهدة على ذلنا وهواننا ..
ماتت وهي شاهدة على خذلاننا لها وأمثالها من أخواتنا ..
ماتت وهي ترى أمتها لاهية .. وشباب أمتها غافلون..
ماتت لتبصم علينا بصمة عارٍ ستلاحقنا مدى الدهر ..
ماتت وقد أدت رسالتها .. ونقلت أمانتها ..
ماتت وهي تلقي علينا أمانة ثقيلة أن ننتصر لها .. أن نمنع ماوقع لها ..
أن ننقذ أخواتنا الطاهرات .. أن نستفيق من غيبوبتنا ..
ماتت وهي مؤملة فينا أمة الإسلام .. 
ماتت فيا قوم .. هناك المئات يعيشون حالتها .. هناك أخواتنا تستصرخن بنا .. فهل فينا من مجيب ؟؟
Ler Mais

لتربح المال اضغط هنا واشترك فى الموقع مجانا

تابعنا على الفيس بوك

المتابعون